"جمعية ميلاد الغزال معوض" تكرم الخوري مخائيل عازار لعطاءاته في دار المسنين


الغربة من فريد بو فرنسيس ـ 
كرمت “جمعية ميلاد الغزال معوض”، الخوري ميخائيل عازار بعد انتهاء خدمته في دار المسنين، وتعيين الخوري سركيس عبدالله خلفا له، في احتفال ديني، تراس فيه الذبيحة الالهية النائب البطريركي على رعية اهدن زغرتا المطران جوزاف نفاع، بمشاركة راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، ومعاونة الكهنة مخائيل عازار، يوسف ديب، وسركيس عبدالله، ولفيف من الكهنة، وذلك في كابيلا مار يوسف في دار الراحة. 
حضر القداس النائب السابق الدكتور قيصر معوض وعقيلته جوزيان، رئيس بلدية علما الاستاذ ايلي عبيد، السيدة حوا زوجة السيد ميلاد الغزال معوض، الاخت بنوات طراد، والاخت موريس نعيم، الى عدد من المختارين، ورهبان وراهبات، وفعاليات بلدة علما في قضاء زغرتا، وعائلة الخوري المكرم، وحشد من المدعوين. 
في بداية القداس تحدث الخوري جو رزق الله، شارحا للمناسبة، ومتحدثا عن سيرة حياة الخوري المكرم "في خدمة المسنين في دار الراحة الذي بناه المحسن الكبير السيد ميلاد الغزال معوض للاهتمام بالاشخاص في عمرهم الثالث". 
 من ثم تحدث الخوري سركيس عبد الله فقال:" القناعة بالهدف تولد العمل الجدي والفعّال. وهدفُنا المشترَك هو أن يكونَ حضورُكم يسرُّنا، في دارتِكم العامرةِ بكُم! أيّها الإخوةُ والأخوات. فأهلاً بكُم في بيتـِنا هذا الذي به نطوي عاماً من البذلِ والعطاء. اجتهدنا فيهِ وحَرِصنا خلالَه على أن نكرّم أهلَـنا بالمحبّة والعطف والانسانيّة.  أتذكَّرُ يومَ عَيّـنتُم ابنـَكم الخوري سركيس مُرشِداً في بِدايةِ عامِنا الحالي وكان ذلك بالأمسِ القريب. يومَها كنا ننظرُ الى نهايتِه على أنها بعيدةٌ ، لكنّ الأيامَ مضتْ، والأسابيعَ انقضتْ، والأشهرَ ولّتْ، ووصَلْنا الى نهايتِه: فالشكرُ لله الذي أعطانا نعمةَ البداية وحسنَ النهاية. يسعدُني ويشرّفُني أن أرحّبَ باسمِكم جميعاً بصاحبِ السيادةِ المطران جورج بو جودة . وهي مناسبةٌ أتاحتْ لنا أنْ نشكرَ له حضورَه معنا اليوم، ونقدّرَ له كلَّ ما يبذُله من جُهدٍ في سبيلِ الأبرشيّة وإعلاءِ شأنَها، وجمعيّـة ميلادِ الغزال معوّض الخيريّة هي واحدة منها، كي تكونَ قادرةً باستمرارٍ على الإستجابة لطموحاتِكم”. 
اضاف:" إنّ ما وَصَلَت إليه جمعيتـَنا اليوم وأنجزَتْه من مهامّ وما يُمكِنُ أن تحقـِّقَه في المستقبَل القريب، إنما هو في واقعِ الأمر إستجابةٌ صادقة لتوجيهاتِ سيادتـِه النابعةِ عن قناعةٍ كاملة بأن الإهتمام بالعجَزة َ هو عملٌ راقٍ بامتياز مما يجسّد مشروعَ السيّد المسيح "كنتُ مريضًا فزُرتموني" .كما يطيب لي أيضاً أن أُرحّبَ بسيادةِ المطران جوزيف نفـّاع السامي الإحترام وأشكر له مشاركتـَه و حضورَه المميّز . ويَسُرّني في هذه المناسبةِ أن أتقدمَ من جميع ِ العاملينَ في دارِ الراحَة، وللأم الرئيسة: الأخت بنوات طراد والأخت موريس نْعيم على جهودِهم المميّزة التي تكللَت بالنجاحِ كل ذلك بفضلِ الله ورِعايتِه له، ونتيجةَ تضافرِ جهودِ آل الغزال معوّض المخلِصَةِ وتفانيهم والعملِ الدؤوب بروحِ الفريقِ الواحدِ للإرتقاءِ بهذه الدار والمحافظة على مبدأ وصيّة الربّ:  "أكرِمْ أباك وأمّك". 
 وتابع:" الشكرُ لأخينا الخوري مخايل عازار الذي أفنى العمرَ بخدمة هذه الدار بكلٍّ محبّة ونسألُ الله تعالى أن يَمُنّ عليكَ بطولِ العمرِ والصحّة، وتشمَلنا دائما بصلاتِك، وليرافق الربّ زوجتَك والعائلة الكريمة وأبناء رعيتِك في مار يوحنا المعمدان-علما- ليسيروا بخطواتٍ ثابتة متقدّمة نحو العمل بيدٍ واحدة بارشادات أبينا وراعينا مار جورج بو جودة السامي الاحترام. والشكرُ  الخاصّ للقّيمين على هذه الدار، على الجهد الذي بذلوه في تحضير هذا الاحتفال ، حتّى ولو بَدَت فيه هفوةٌ من هنا أو تقصيرٌ من هناك ، وجُلَّ منْ لا يُخطئ ، ولكنّه في الواقع  جُهدٌ جماعيٌ يستحقُ كلُّ فردٍ عليه شكراً خاصّاً ومميّزاً. الشكر أخيرا لكلِّ جنديٍّ مجهولٍ ساهمَ في إنجاحِ هذا العمل. الشكر لإدارة مستشفى العائلة الطبّي والأطباء و العاملين فيها على محبّتِهم واهتمامِهم، فنحنُ بيتٌ واحدٌ أساسُه المسيح".
بعد الانجيل المقدس القى المطران جورج بو جوده عظة قال فيها:" بكل فرح وسرور لبينا الدعوة للاحتفال بقداس الشكر. اولا الشكر للرب على نعمه وعطاياه في هذه المؤسسة المكرسة لخدمة الانسان، وخاصة الانسان المتألم الانسان المتروك مرات كثيرة. وكلمة شكر للسيد ميلاد الغزال معوض الذي اطلق هذا المشروع المهم والحيوي، ليفسح المجال امام كل الذين لا يستطيعون الاهتمام بأنفسهم، او لا يجدون من يهتم بهم، لاسباب متعددة، كي يعيشوا مكرمين معززين، بروح المحبة، وروح الفرح مع بعضهم البعض.
 الشكر للرب وللقيم ولمن اطلق هذه المؤسسة، وللرهبات الذين يخدمون بكل روح محبة، اخوتنا المسنين الاشخاص الكبار، الذين كرسوا حياتهم لتربية ابناءهم، وظروفهم ربما، لم تعد تسمح لهم ان يكونوا بالقرب من ابنائهم وبناتهم. وكلمة شكر وتقدير للخوري مخائيل عازار، الذي منذ سنوات ومنذ اليوم الذي تأسست فيه المؤسسة، كان بخدمة المساكين الذين هم بأمس الحاجة للاهتمام بهم، وهذا ما يجعلني افكر واتأمل بكلام الذي يكرره ويردده باستمرار قداسة البابا فرنسيس من اليوم الذي انتخب فيه على الكرسي الرسولي، هو الذي كان  راعي لابرشية مهمة في الارجنتين، هو الذي كان يذهب لزيارة المرضى والمتروكين، اكتشف ان هناك اناسا متروكين لا احد يهتم بهم، لذلك في معظم احاديثه وكلامه كان  يتكلم بلغة قاسية، ولكن هذا هو الواقع، ويقول انه في مجتمعنا المعاصر اصبحنا نفكر فقط بالفعاليات المادية والاقتصادية والمالية واصبحنا نعتبر المسنين والاطفال كذلك مثل نوع من النفايات ويستعمل كلمة نفايات".
اضاف بو جوده:" هؤلاء الاشخاص الذين كرسوا حياتهم  لكي يساهموا في بناء المجتمع، عندما بلغوا سنا متقدمة لم يعترف أحد بجميلهم، وضعناهم جانبا وكأنهم نفايات، وهذا شيء خطير جدا في مجتمعنا، قداسة البابا يتكلم عن المسنين وكذلك الاطفال الذين هم ايضا منبوذين. انا ابن مار منصور الذي كان يجد الاطفال مرميين في البراميل في الشوارع، كان يأتي بهم ويفتح لهم المآوي المياتم، وكان يهتم ايضا بالمرضى والمستشفيات، وكان يعرف انه سيرى المسيح في وجوه هؤلاء الاشخاص. هذه هي الروحانية التي يجب ان تكون روحانيتنا، روحانية التجسد، روحانية رؤية المسيح في الاخر، الاهتمام بالاخر خاصة المحتاج هو اهتمام بالمسيح بالذات، وهذا ما يقوله هو لنا في الانجيل بحسب القديس متى، عندما يقول لنا كنت جائعا فاطعمتموني وعطشانا فسقيتموني واسيرا فزرتموني، كلما فعلتم ذلك مع احد من اخوتي الصغار فمعي انا بالذات قد فعلتموه".
وتابع بو جوده يقول:" من حسن الحظ انه لا تزال لدينا روح العائلة، ونهتم بآبائنا وامهاتنا المسنين، ولكن هناك خطر يتهددنا وفي مرات كثيرة  ننساهم، هذا الاهمال وعدم الاهتمام بالانسان الذي يجسد صورة المسيح هو خطر يهدد المجتمع اللبناني، اذ لا يكفي ان ننجح اقتصاديا، واجتماعيا، وبكافة المجالات، اذا لم ننجح  انسانيا، بان نرى المسيح متجسد في هؤلاء الاشخاص. هذه المؤسسة يجب ان تكون قدوة لباقي المؤسسات والاب مخايل عازار اهتم بالمؤسسة وبرعيته، والرب اختاره ليكون بخدمته، واهتم بالقيمين على هذه المؤسسة من رهبات وعائلة السيد ميلاد الغزال والاهتمام بهؤلاء الاشخاص الذي كان يرى فيهم صورة المسيح. اذا كنا اليوم نحتفل بهذه الذبيحة ذبيحة الشكر والتكريم للخوري مخايل عازار فلكي نقول ان الله يبارك عملك والله يعطيك الصحة وهو لا يهتم بصحته وعليه الاهتمام بصحته كي يستطيع الاستمرار". 
وختم بو جوده يقول:" اشدد على ان نزيل من تفكيرنا النظرة لهذا الانسان المتألم وخاصة المسن وكانه اصبح منبوذ من المجتمع، مع انه هو من ساهم ببناء المجتمع. لا يحق لنا بعد تضحياتهم في حياتهم ان نضعهم جانبا او لا نهتم بهم، بل بجب ان يكونوا بركة في بيوتنا،  لان حكمة المسن تساعدنا في بناء المجتمع على اسس ثابتة ومتينة، ونحن ننظر للمستقبل نظرة مادية وننسى ان هناك اساس، والبناء يبنى على الاساس وكما يقول المسيح يبنى على الصخر وليس على الرمل، صخرة الايمان والمحبة والتضحية هذا ما نحن مدعوين للقيام به، واكرر شكري وتقديري للسيد ميلاد الغزال على هذه المؤسسة المهمة لعائلته والراهبات، وللخوري مخايل عازار، والخوري سركيس عبد الله، على الاهتمام بهؤلاء الاشخاص المسنين الذين هم بركة لنا في عالمنا ومجتمعنا المعاصر".
في ختام القداس شكر الخوري المكرم عازار، كل الذين عملوا على انجاح احتفال تكريمه، من ثم سلمت السيدة حوا ميلاد الغزال معوض، والمطرانان بو جوده ونفاع، درعا للخوري عازار، ودروعا اخرى، تقديرا لعطاءات، بعدها اقيم حفل عشاء للمناسبة. 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق