الامارات تطلق اسم "مريم أم عيسى" على مسجد

ديانا سكيني المصدر: "النهار" 

بُدّل اسم مسجد الشيخ محمد بن زايد في حي المشرف في مدينة أبوظبي، فبات يُعرَف من الآن فصاعداً بمسجد "مريم أم عيسى"، وذلك بناءً على أوامر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في دولة الإمارات، من أجل "ترسيخ الروابط الإنسانية بين أتباع الأديان المختلفة".

وشيّد المسجد عام 1985، وهو يتسع لألف ومئتي مصل، وله أربع مآذن مستلهمة من فن العمارة العثمانية، ويتميّز بالقبة الرئيسية التي تحيط بها 32 نافذة مرصعة بزجاج أزرق وأصفر وأبيض، تعكس الإضاءة خلال النهار.

وقالت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، عضو مجلس الوزراء، وزيرة الدولة للتسامح، ل"النهار" أن دولة الإمارات العربية المتحدة "قيادةً وحكومةً وشعباً تحرص على قيم التسامح والسلام والتعايش والوئام بين كل مكونات المجتمع بمختلف شرائحه وفئاته الفكرية والثقافية والدينية والطائفية". 

وشددت على أن دولة الإمارات "تنطلق من ثوابت راسخة في تعاملها مع الآخرين مبنيٌّ على أساس الاحترام المتبادل والقبول بالآخر".

وعبّرت القاسمي عن "الشكر والتقدير والامتنان لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على المبادرة الرائدة، والتي تزامنت مع يوم زايد للعمل الإنساني الذي يصادف 19 رمضان من كل عام".

ونوهت وزيرة الدولة للتسامح إلى أن "المسجد يقع في منطقة تجسد أروع وأنبل قيم التسامح والإخاء والتعايش والوفاء، إذ تشتمل هذه المنطقة على عدد من دور العبادات جنباً إلى جنب في مشهد حضاري وإنساني يعبّر عن رسالة التسامح لدى دولة الإمارات قيادةً وحكومةً وشعباً، وهو ترجمةً للفلسفة التسامحية والفكر الإنساني الراسخ الذي أرسى دعائمه الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان".

على بعد أمتار من المسجد، تقع كنيسة "القديس اندرو" الانجيلية. وفي سياق متصل، أوضحت القاسمي أن دولة الإمارات تحتضن أكثر من 200 جنسية "يعيشون بكرامة وسلام ويعملون بتقدير واحترام ويتواصلون بتناغم وانسجام"، كما دعت "إلى ضرورة الوقوف صفاً واحداً محلياً وإقليمياً ودولياً لإبراز وترسيخ القيم الفاضلة التي تعبّر عن الفطرة الإنسانية السوية، وتؤكد على قيم التعاون والتعارف والتضامن والتآلف بين كل الجنسيات والأديان والثقافات، خاصةً في ظل ما يشهده العالم من استشراء خطابات التمييز والكراهية والتعصب والعنصرية".

في شباط (فيراير) 2016، استحدثت الحكومة الإماراتية وزارة التسامح، وعيّنت الشيخة لبنة القاسمي على رأسها. وفي حزيران (يونيو) من العام نفسه، أقرّت الحكومة البرنامج الوطني للتسامح انطلاقاً من سبع ركائز أساسية – الإسلام، والدستور، وإرث الشيخ زايد، وأخلاقيات الإمارات، والاتفاقات الدولية، وعلوم الآثار والتاريخ، والحس الإنسانيوالقيم المشتركة.

وهذا الأسبوع، فتحت كنيسة في العين أبوابها أمام المصلّين. وقام عمّالها بوضع سجاد على أرض الكنيسة الخشبية ليتمكّن أكثر من مئتَي عامل مسلم آسيوي من أداء الصلاة.
وقد بادر العديد من كبار المسؤولين الإماراتيين في العين إلى الاتصال بالقيّمين على الكنيسة للثناء على هذه المبادرة.

ونقلت "غولف نيوز" عن بوبين سكاريا، أحد العاملين في كاتدرائية القديس جاورجيوس اليعقوبية للسريان الأرثوذكس في العين: "هذه المرة الأولى، أقلّه في الإمارات، التي تفتح فيها كنيسة أبوابها لاستقبال المصلّين المسلمين".

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق