"لقاء الأديان" في استراليا يجمع الأخوة والأصدقاء في عيد البشارة



برعاية المطران طربيه وحضور لافت للمرجعيات اللبنانية والعربية الروحية والسياسية المسيحية والاسلامية

برعاية صاحب السيادة المطران انطوان شربل طربيه، راعي أبرشية استراليا المارونية، وبالتعاون مع المرجعيات الروحية  الاسلامية والمسيحية المحليّة، نظمّت MaroniteCare مع المركز الماروني للدراسات احتفالاً دينياً تحت عنوان "لقاء الأديان" للاحتفال بعيد البشارة تكريما لمريم العذراء والصلاة من أجل السلام وذلك يوم الجمعة ٢٤ آذار ٢٠١٧ في الجامعة الاسترالية الكاثوليكية، ستراثفيلد. وقد حضر اللقاء صاحب السيادة المطران انطوان شربل طربيه، سيادة المتروبوليت بولس صليبا، متروبوليت الروم الانطاكيون الارثوذكس، سيادة المطران أميل شمعون نونا، راعي أبرشية اوستراليا ونيوزيلندا للكلدان الكاثوليك، سيادة المطران مار أنبا دانيال، مطران أوستراليا للأقباط الارثوذكس، الدكتور ابراهيم أبو محمد، مفتي اوستراليا، ممثل مفتي الجمهورية  اللبنانية سماحة الشيخ مالك زيدان، إمام مسجد الرحمان في أوبرن سماحة الشيخ يوسف نبها،  ممثل مشيخة العقل فضيلة الشيخ ملحم عساف، ومدير معهد الفيصل، سماحة الشيخ شفيق خان. كما وحضر الاحتفال: الدكتور جيف لي، النائب عن منطقة باراماتا ممثلاً رئيسة الولاية غلاديس برجكليان ووزير التعددية الثقافية، النائب لوك فولي، رئيس المعارضة في نيو ساوث وايلز، النائب الفدرالي عن منطقة ريد غريغ لوندي، النائب عن لاكمبا جهاد ديب، والنائب عن كانتربيري سوفي كوتسيس، وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل السيد محمد مراد. كما وتميّز الاحتفال بحضورٍ لافت للسلك الدبلوماسي اذ تضمن الحضور: سعادة سفير المملكة العربية السعودية، الاستاذ نبيل محمد الصالح،  وسعادة سفير دولة قطر، الاستاذ ناصر بن حمد آل خليفة، سعادة سفير دولة فلسطين، الاستاذ عزت عبد الهادي، القائم بأعمال السفارة اللبنانية في كانبيرا، السيد جيسكار الخوري، قنصل لبنان في سيدني السيد جورج بيطار غانم، عميدة مركز ستراثفيلد في الجامعة الاسترالية الكاثوليكية البروفسور ماريا نيكولسون، منسق مركز العلاقات المسيحية الاسلامية في مؤسسة كولومبن الدكتور الأب باتريك مكينرني، حشد من الآباء الكهنة والرهبان والراهبات، ممثلون عن المؤسسات والجمعيات المسيحية والاسلامية وكافة الأحزاب السياسية  اللبنانية في أستراليا. وقد تكلم في المناسبة البروفسور ماريا نيكولسون باسم الجامعة الكاثوليكية المضيفة، والمطران طربيه مرحباً بالحضور، وتلاه دعاء للمناسبة من قبل الشيخ مالك زيدان والشيخ يوسف نبها والشيخ ملحم عساف، وشارك بصلاة خاصة لعيد البشارة كل من المتربوليت بولس صليبا والمطران اميل شمعون نونا. ثم تكلم ممثل المعارضة في ولاية نيو ساوس ويلس النائب لوك فولي تلاه كلمة للنائب جيف لي ممثلا رئيسة حكومة الولاية النائب غلاديس برجكليان، ووزير التعددية الثقافية.  شدد الخطباء على أهمية عيد البشارة كعيد جامع بين الديانتين المسيحية والاسلام. وقد تخلل الاحتفال تجويد آيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ خالد زريقة بالاضافة الى تراتيل للسيدة العذراء رنمتها الآنسة تيا بطرس ورافقها على الكمنجة الشاب دومينيك قزي. وقد عرّف المناسبة السيدة جيزيل ضومط والدكنور عماد برّو. واختتم الاحتفال بإضاءة الشموع أمام شخص العذراء مريم على نية السلام في الشرق الاوسط والعالم، وتم بعد ذلك أخذ الصور التذكارية، قبل الانتقال الى الباحة الخارجية حيث دعي الجميع الى كوكتيل أعد خصيصا  للمناسبة. 

وهنا النص الكامل لكلمة  صاحب السيادة المطران أنطوان-شربل طربيه في المناسبة:

أحبائي وإخوتي في الإيمانِ المسيحي والإسلامي، والأصدقاء الأستراليينَ جميعاً،
يسعدُني أن تُتاحَ لي الفرصةُ لارحّبَ بكم، في اللقاءِ الرابعِ المسيحيِّ الإسلامي، بمناسبةِ عيدِ بشارةِ الملاك جبرائيل للسيدة مريم، والدةِ يسوعَ المسيح، الذي نَتعبَّدُ له نحنُ المسيحيينَ كابنِ الله، ومخلِصنا، ويعتبرُه المسلمونَ نبيّاً عظيماً.
أشكركُم جميعاً، خصوصاً إخوتَنا المسلمين، لإظهارِ الاهتمامِ والمشاركةِ بهذه المناسبةِ السنويّة. إنّ حضورَكم، عاماً بعدَ عام، يُظهرُ التزامَكم بتأسيسِ تقليدٍ من الاحترامِ المتبادَلِ والتسامُح.  وإنّ ما نفعلُهُ والطريقةَ التي نتفاعلُ بها اليوم، يؤسّسُسانِ للمستقبَل، وللأجيالِ القادمة، لكي تَتْبعَ خُطانا.
وهذا الحافزُ الرائعُ لكي نَحتفِلَ سويّاً كمسلمينَ ومسيحيّينَ بعيدِ بشارةِ سيّدتِنا العذراء، أبصرَ النورَ في لبنانَ عامَ ألفين وثمانية، وتحوّل في عامِ ألفينِ وعشرة، إلى عيدٍ رسْميّ، يُعبّرُ عن الإرادةِ، والرغبةِ لدى العديدِ من الناس، من دياناتٍ مُختلفة، لكي يَعيشوا حياةً مشترَكةً مفعَمةً بالسلامِ والتناغُم. وهذه السنةُ الرابعةُ التي نجتمعُ فيها معاً لمناسبةِ هذا العيدِ في سيدني.
في العصورِ الماضية، كان السؤالُ المُلحُّ، الذي أُطْلِقُ عليه تسميَةَ "المُعضلة الكبرى"، البحثَ الفلسفيَّ عن الغرَضِ من الوجود. من أين جئتُ؟ لماذا نحنُ هنا؟ ما الذي أنا هنا لأفعلَه؟ هل لديّ إرادةٌ حُرّةٌ، أم إنّ كلَّ شيءٍ في الحياةِ يقرِّرُه القدَر؟
غيرَ أنّ هذه الأسئلةَ، على أنّها ما تزالُ مهمّة، أصبحت اهتمامًا ثانويّاً بالنسبةِ إلينا في مجتمعِ اليوم. ففي العالَمِ المُعاصر، أصبحت المُعضلةُ الكبرى: كيف نستطيعُ أن نعيشَ معاً بشكلٍ أفضل؟ كيف يُمكِنُ أن يتَقبّلَ أحدُنا الآخرَ كما نَحنُ الآن؟
إنَّ الأسئلةَ الأبديّةَ لن تتلاشى أبداً، ولكنْ في العالَمِ المُعاصِر، إذا لم نتمكّنْ من العيشِ معاً، فسنُدمِّرُ بعضُنا بَعضاً، ولن ينجوَ أحدٌ من المأساة، كما لن يبقى شيءٌ للبشريّة.  ولن يتقدّمَ أيُّ سَعيٍ أو أيُّ دِينٍ إلى الأمام.
لماذا يبدو أنّ هناك صعوبةً متزايدةً، وبشكلٍ مُطَّرِد، في فَهم حُقوقِ الاختلافِ بينَنا؟ فمِن جِهةٍ، تَظهَرُ القِوى التي تدعُو إلى السلامِ والتسامُحِ أقوى صوتاً، وأفضلَ تنظيماً من أيّ وقتٍ مضى. ومِن جهةٍ ثانية، يَظهَرُ أنّ المجتمعَ المتسامِحَ لديه أعداء، أناسٌ يريدونَ خَنْقَه في مَهدِه. وهذا نَراهُ في ارتفاعِ منسوبِ عدَمِ التسامُح، والتطرّفِ والتعصّبِ الدينيِّ مع طبيعةٍ عُنفيّة. ونرى ذلك في صُعودِ تنظيمِ داعش، ورفضِه لفكرةِ التعايش السلمي بين البشر.
مناسباتٌ كهذه، هي دليلٌ على النيّةِ الصادقة، لنعيشَ سويّاً في انسجام.
ولعلّهُ من حُسنِ الحظِّ أن نحتفلَ في الأسبوعِ ذاتِه، بيومِ التناغُمِ، الذي احتفلتْ به أستراليا يومَ الثلاثاء، الحادي والعشرينَ من آذارَ الجاري. وبينما نحنُ نجتمعُ في هذه الأمسية، ونتشاركُ في الثِّمارِ الطيّبةِ لتعدُّدِ الدياناتِ والثقافات، فنحنُ نجدُ أنّ تلك الثقافاتِ الأخرى غَنيّةٌ، ومُثْقَلةٌ بالعطايا لمجتمعِنا. وإنّ تَنوُّعَ خلفيّاتِنا يُغْني عالمَنا كُلَّه، ويُعزِّزُ تقديرَنا للتسامُحِ الدينيِّ والمُجتمعي.
مناسبتُنا في هذه الأمسية، أعْني بها احتفالَنا بعيدِ البِشارة، هي فُرصةٌ لنا لكي نَنظُرَ حوْلَنا، بصُحبةِ الأستراليينَ الآخرينَ، ونتَفهّمَ أنّنا، بالعَملِ سَويّاً وباحترامِ اختلافِنا فقط، يُمكنُنا بناءُ مجتمعٍ أفضل.  
أيُها الأصدقاءُ الأعزّاء، إنّ بشارةَ القديسةِ مريم، هي أكثرُ من عيد، إنها رسالة. رسالةُ تناغُم تُعلِنُ أنّ جوهرَ الرسالاتِ الدينيّة، هو قيادةُ العالَمِ والانسان إلى الحوارِ، والتعاوُنِ، وقَبولِ الآخَر. والصلاةُ جنْباً إلى جَنْبٍ في هذا العيدِ تَعكُسُ مسؤوليّتَنا المشترَكةَ للمساعدةِ في بناءِ مجتمعٍ أكثرَ احتراماً، وعَطاءً، وانسجاماً، وسلاماً. 
مرّةً ثانيةً أشكرُكم على تلبيتِكم لهذه الدعوة، وأشكر حضور السادة السفراء العرب من كانبيرا والاستاذ محمد مراد من لبنان، ممثلاً دولة رئيس الحكومة اللبنانية الشيخ سعد الدين الحريري. كما أعبّرُ عن تقديري لمفوضية التعددية الثقافية في نيو ساوث ويلز ، على دعمِها الماليِّ لهذه المناسبة، وأشكرُ أيضاً الجامعةَ الكاثوليكيةَ الأسترالية، لاستضافتِها هذا اللقاءَ للسنةِ الثانيةِ على التوالي، ولَجنةَ العَلاقات (الحوار) بين الأديانِ التي خطّطتْ ووفّرت لهذا الاجتماعِ  أسبابَ النجاحِ.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق