المطران طربيه في عيد القديس شربل: فلنعزز ودائعنا في البنك الروحي

رافعاً الصلاة على نية الشرق الأوسط، لبنان، فرنسا وأستراليا
ترأس راعي ابرشية استراليا المارونية المطران أنطوان شربل طربيه القداس الاحتفالي بمناسبة عيد القديس شربل يوم السبت 16 تموز في كنيسة ودير مار شربل  سيدني حيث عاونه رئيس الدير الاب يوسف سليمان ولفيف من الكهنة وذلك بحضور حشد غفير من المؤمنين الذين تهافتوا من مختلف المناطق  للاحتفال بعيد قديس لبنان والصلاة الى جانب جمهور من الكهنة والراهبات، رئيس الرابطة المارونية في سيدني السيد باخوس جرجس، ممثلين عن الجمعيات اللبنانية الاسترالية وممثلي المؤسسات الاعلامية.
وقال سيادة المطران طربيه في عظته بالانكليزية:" نحتفل كلنا اليوم، جماعة واحدة، بعيد القديس شربل، الراهب الماروني الذي تنسك وسار على درب القداسة من دير عنايا لتُعلن قداسته عام  1977  للكنيسة جمعاء. ومن هذه الكنيسة، وهي الكنيسة الاولى التي تُكرس للقديس شربل خارج لبنان، نجتمع كلنا ونتأمل  بحياة شربل الذي يذكرنا في كل يوم أن الرب الهنا هو أب محب ورحوم وهو حاضر دائماً مع أبنائه."              
وتابع المطران طربيه عظته قائلاً:" ان عالمنا الصاخب، يجعلنا بحاجة أكثر الى التأمل بحياة القديس شربل الذي عاش الصمت والتأمل والصلاة . وفي الوقت الذي يدعونا فيه هذا العالم الى وضع ذواتنا في الطليعة وتلبية حاجاتنا، يعلمنا مار شربل أن نكران الذات ونبذ كل ما هو أرضي ومادي هما السبيل المؤدي الى السعادة الحقيقية."
"وفي ليلة عيد قديس لبنان لا بد لنا ان نتأمل بفضائل هذا الراهب اللبناني الذي عاش الحياة النسكية والرهبانية بملئها محافظا على نذوره : الطاعة والعفة والفقر فكان له كنز في السماء. أول نذر هو الطاعة والذي حافظ عليه القديس شربل في كل مراحل حياته في الدير والمحبسة حيث خضع دائماً لأوامر رئيس الدير وقد شبهت طاعته بالملائكية. نحن مدعوون، تماما كالقديس شربل، الى تجاوز ضعفنا البشري الذي يدفعنا الى حب الذات والانانية والاعتداد بالنفس ما يقف حاجزاً بيننا وبين الملكوت السماوي وتقديم الطاعة لله الآب في حياتنا."
وتابع المطران طربيه،" أما النذر الثاني فهو العفة، الفضيلة التي غالبا ما يساء فهمها وتفسيرها  في هذا العالم الذي تحكمه الشهوات والرغبات واستغلال الآخرين لارضاء النزوات ولذلك فنحن جميعاً مدعوون الى عيش العفة في حياتنا واماتة حواسنا على مثال القديس شربل  لتكون قلوبنا وعيوننا مصوبة نحو السماء وأبانا السماوي.  أما الفقر فهو نذر القديس شربل الثالث وهو الذي افترش الأرض لينام مكتفياً بقطعة حطب ليضع رأسه عليها غير مبالٍ بثروات هذه الأرض والمغريات التي تقدمها. أن طبيعتنا البشرية تدفعنا دوما باتجاه حب الامتلاك وحب الثروة الا أن الهدف الأساسي لنذر الفقر هو تحرير القلب من الرغبة الآسرة لامتلاك الأشياء الأرضية وتسليم ذواتنا ونفوسنا بكليتها ليحل سلام الرب فيها."
"ان القديس شربل أمضى حياته يعمل في الأرض بكل تواضع مشبعاً حاجاته الجسدية من الخبز والماء وحدهما ومغذياً روحه من القربان المقدس، جسد ودم مخلصنا يسوع المسيح. وفي ضوء حياة القديس شربل المباركة نسأل أنفسنا كم من الوقت نكرّس لحياتنا وحاجاتنا الأرضية ناسين حياتنا الروحية وهي التي علينا ان نغذيها من خلال الصلاة، التأمل،  ممارسة أسرار الكنيسة وقراءة الانجيل. فلنضع طاقتنا ووقتنا لصالح زيادة رصيدنا في البنك الروحي ووليس فقط لزيادة ودائعنا في المصارف الأرضية."
وختم المطران طربيه عظته متوجهاً بالشكر الى جميع الآباء والأخوة من الرهبانية المارونية الذين يخدمون كلمة الرب وكنيسته في دير مار شربل وهو الصرح الروحي الذي كان له بيتاً على مدى 25 سنة، وخص بالذكر الرئيس الحالي للدير الأب يوسف سليمان الذي خدم الرعية منذ انشائها زارعاً الزرع الجيد الذي يعطي خيراً ونعماً وبركات. ورفع المطران طربيه الصلاة مع حشود المؤمنين على نية أستراليا وعلى نية الشرق الأوسط ولبنان وفرنسا وجميع ضحايا الأعمال الارهابية المتنقلة، لكيما، وبشفاعة القديس شربل، يبلسم الرب جراحهم ويحل سلامه في العالم.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق