الخلق/ نسيم عبيد عوض

"فى البدأ خلق الله السموات والأرض" وهذه أول حروف وكلمات سطرت فى الكتاب المقدس ‘ أملاها الروح لموسى النبى ‘ فكتب الأسفار الخمسة ‘التى سميت فيما بعد بالتوراة‘ وهنا لابد أن نتوقف أمام هذه الآية الاولى ‘ فنجد ان البدأ المقصود به هنا  زمن لا يعرفه إلا الله وحده ‘ أى الزمن الأزلى أو السرمدى ‘ عندما أراد الله ان يخلق خليقة  تتمتع معه بحبه العظيم الغير محدود  ‘ والله خلق خليقته بترتيب عجيب فى وجودها .

خلق السموات

فى البدأ خلق الله السموات  وبالطبع بكل جنودها ‘ الملائكة ورؤساء الملائكة ‘والرئاسات ‘والسلطات ‘ والكراسى ‘ والأرباب ‘ والقوات ‘وتسمى الطغمات السمائية ‘ وغير معروف عددها ‘ قد تكون بالملايين أو بالبلايين إذا قلنا أن لكل واحد منا ملاكه (انظروا لا تحتقروا احد هؤلاء الصغار . لأنى اقول لكم أن ملائكتهم فى السموات كل حين ينظرون وجه أبى الذى فى السموات.مت18: 10) ‘ وهذه االصفوف السمائية  كلها تقف أمام العرش الإلهى وحول الله فى علاه‘ وأيضا طبقة الشاروبيم (الكاروبيم) فى وسط العرش وحول العرش أو حاملى عرش الله ‘ وكلمة كاروب معناها المملوء معرفة‘وجمعها كاروبيم ‘ ورآها القديس يوحنا الرائى ووصفها لنا " وفى وسط العرش وحول العرش اربعة حيوانات مملوءة عيونا من قدام ومن وراء . والحيوان الأول شبه أسد ‘ والحيوان الثانى شبه عجل والحيوان الثالث له وجه مثل وجه انسان والحيوان الرابع شبه نسر طائر‘والأربعة الحيوانات لكل واحد منها ستة اجنحة حولها ومن داخل مملوة عيونا .رؤ4: 6-8. ‘ ورآها حزقيال النبى أيضا  وهو واقف على نهر خابور فى سبيه فى بابل ( ان السموات انفتحت فرأيت رؤى الله)  حز1: 1- 28.  ورأى عرش الله والحيوانات الأربعة حاملينه بنفس مارآه يوحنا فى رؤيته ‘ وقال بعد وصفه للحيوانات الاربعة ( وفوق المقبب على رؤوسها شبه عرش كمنظر حجر العقيق الازرق وعلى شبه العرش شبه كمنظر انسان عليه من فوق.) -26 – ‘ هذا منظر شبه مجد الرب .)28. وأيضا هناك طبقة السيرافيم (الملائكة النارية) وهى التى وصفها لنا إشعياء النبى عندما رأى  السيد المسيح جالسا فى وسط الهيكل "..رأيت السيد جالسا على كرسى عال ومرتفع واذياله  تملأ الهيكل . السيرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة .باثنين يغطى وجهه وباثنين يغطى رجليه وباثنين يطير. إش 6: 1-3) وغير معروف أيضا المدة فى خلق كل جنود السماء ‘الله وحده يعرف ‘ والمعروف أن الملاك الذى سقط وأصبح إبليسا أو شيطان كان من طبقة الكاروب المملوء معرفة ‘ وسقط وهو فى الجنة التى غرسها الله فى عدن شرقا وقال الرب عنه ( انت خاتم الكمال ملآن حكمة وكامل الجمال, كنت فى عدن جنة الله. .. انت الكروب المنبسط المظلل وأقمتك . ..انت كامل فى طرقك من يوم خلقت حتى وجد فيك اثم . بكثرة تجارتك ملأوا جوفك ظلما فاخطأت . فاطرحك من جبل الله وابيدك ايها الكروب المظلل من بين حجارة النار. حز28: 12-19‘ ووصف أيضا  الشيطان فى نبوة إشعياء ( كيف سقطت من السماء يازهرة بنت الصبح . كيف قطعت الى الأرض ياقاهر الامم.وانت قلت فى قلبك اصعد الى السموات ارفع كرسي فوق كواكب الله ..أصعد فوق مرتفعات السحاب .اصير مثل العلى.لكنك انحدرت الى الهاوية الى أسافل الجب.إش 14: 10- 16.وسقط معه قوات ملائكية غير معروف عددها.

خلق الأرض

فى البدأ خلق الله الأرض ‘ وبترتيب غاية فى الدقة العجيبة حتى أن علماء الأرض مازالوا وسيظلوا لنهاية العالم يحاولون إكتشاف أسرار هذا الكون العجيب ...وبدأ الله الخلقه هكذا:

1- النور .. وبدون شمس ولا قمر ولاكواكب ونجوم خلق الله النور‘ وفى اليوم الأول عندما كانت الأرض خربة وخالية وعلى وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف على وجه المياه . وقال الله ليكن نور فكان نور ‘ وعلى الرغم من عدم معرفة مصدر هذا النور - إلا الله وحده – وفصل الله بين النور والظلمة .ودعا الله النور نهارا والظلمة دعاها ليلا.

2- الجلد فى اليوم الثانى ."فعمل الله الجلد – السماء – وفصل بين المياه التى تحت الجلد والمياه التى فوق الجلد.

3- المياه.. واليابسة ..والعشب وكل نباتات وأشجار الأرض .فى اليوم الثالث.

4- وفى اليوم الرابع قال الله لتكن انوار فى جلد السماء لتفصل بين النهار والليل .وتكون لآيات واوقات وايام وسنين . فعمل الله النورين العظيمين .النور الاكبر لحكم النهار- الشمس – والنور الاصغر لحكم الليل – القمر - .والنجوم .

(ونلاحظ ان الأيام الاربعة الأولى فى الخلق  قبل خلق الشمس والقمر والنجوم غير معروف مدتها ‘ أو الزمن مابين اليوم والذى يليه ‘ قد تكون قرون أو آلاف السنين أو أكثر ‘ الله وحده يعلم. وقد قالها لنا القديس بطرس الرسول أن اليوم عند الرب بألف سنة والألف سنة كيوم واحد  "2بط 3  : 8‘ ).

5- الحيوانات البحرية والأسماك والطيور فى اليوم الخامس.

6- وجاء اليوم السادس فخلق الله  الحيوانات البرية والبهائم وجميع دبابات الأرض .

هكذا جهز الرب الإله الكون بكل ركائزة وجماله الطبيعى سماء وأرضا ‘ وبكل دقة واحكام ‘ تعمل السموات والأرض بكلمة الله ‘والذى نعرفه انه ضابط الكل ‘ فهو مالئ السماء والأرض ‘ ولكن الله يريد أن يعمل إنسانا على صورته ومثاله ‘ فبعد إعداد إلاستقبال الحافل  (وقال الله نعمل الانسان على صورتنا كشبهنا. فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التى تدب على الارض.تك 1: 1- 26" وفى نهاية اليوم السادس خلق الله الانسان على صورته . على صورة الله خلقه. ذكرا وأنثى خلقهم. تك1: 27. وهنا تبدأ الحياة تدب على وجه الأرض بوجود رجلا وإمراة. وهذه قصة أخرى نكملها المقال القادم إذا شاء الرب وعشنا.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق