طريق الخلاص/ نسيم عبيد عوض

1- فى البدأ :

فى وقت الصوم الكبير (55 يوما) تقرأ كنيستنا الأرثوذكسية  - فقط – أسفار العهد القديم ‘ وقبل بدأ أى طقس فى القداس – ماعدا قداس أيام السبوت والأحاد – وأيضا أيام أسبوع الآلام وفى ساعات النهار والليل(الثالثة والسادسة والتاسعة والحادية عشر) ‘ ويقال عنها نبوات العهد القديم  من سفر ...‘ ويقرأ مالا يقل عن 3 أسفار فى المرة الواحدة ‘وقد تكون 4 أو خمسة ‘  وبدأ من سفر التكوين الى سفر ملاخى بما فيها الأسفار القانونية التى يقال عنها المحذوفة أى 46 سفرا للعهد القديم . 

والذى تؤكده الكنيسة الرشيدة بالروح القدس أن تعلمنا ‘ أن تجسد الله الكلمة كان بداية موكب الخلاص ‘ حتى أن سمعان الشيخ عندما رأى الطفل يسوع وهو ابن 40 يوما خاطبه قائلا "الآن تطلق عبدك ياسيد حسب قولك بسلام. لأن عيني قد أبصرتا خلاصك الذى أعددته قدام وجه جميع الشعوب. نور اعلان للأمم ومجدا لشعبك اسرائيل." لو2: 29- 32.  وكما عرفنا القديس بولس الرسول هذا الأمر " ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس . ليفتدى الذين تحت الناموس لننال التبنى."غل4: 4و5.

وقراءة نبوات العهد القديم تؤكد أن" يسوع  المسيح هو هو  أمسا واليوم والى الأبد. عب 13: 8" وإن كانت طبيعة يسوع المسيح هى طبيعة الله الكلمة المتجسد ‘ أو اللوجس المتجسد الذى جاء فى ملء الزمان ليحقق خلاص البشر ‘ إلا أنه هو " والآب واحد.  يو10: 30" وقوله لنقيديموس " ليس أحد صعد الى السماء إلا الذى نزل من السماء ابن الإنسان الذى هو فى السماء. يو3: 13" وشرحها القديس بولس الرسول بأسلوب مختلف فقال" الله بعد ما كلم الآباء بالإنبياء قديما بانواع وطرق كثيرة ‘ كلمنا فى هذه الأيام الأخيرة فى ابنه الذى جعله وارثا لكل شئ الذى به ايضا عمل العالمين . الذى هو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته بعد ما صنع بنفسه تطهيرا جلس فى يمين العظمة فى الاعالى."عب1: 1- 3. والرب نفسه يقول لليهود    "    قال لهم يسوع الحق الحق اقول لكم قبل ان يكون ابراهيم أنا كائن ."يو8: 58 وقبلها مباشرة قال لهم " ابوكم ابراهيم تهلل ان يرى يومى فرأى وفرح." يو8: 56. وصلاة يسوع المسيح الأخيرة قبل الصلب قالها رب المجد" والآن مجدنى انت ايها الآب عند ذاتك بالمجد الذى كان لى عندك قبل كون العالم."يو17: 5‘ ونحن نؤمن بذلك ونردده كل وقت " المولود من الآب قبل كل الدهور. نور من نور إله حق من إله حق" ‘ ولعل تعريف القديس يوحنا الإنجيلى لأقنوم الكلمة هو الذى بدأ به انجيله" فى البدأ كان الكلمة والكلمة كان عند الله .وكان الله الكلمة. كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيئ مما كان. ..كان النور الحقيقى الذى ينير كل انسان آتيا الى العالم . كان فى العالم وكون العالم به ولم يعرفه العالم."يو1: 10.وهذا هو أقدس تعريف لاهوتى عن اقنوم الكلمة أو ابن الله.

وشواهد وأقوال كثيرة تلزمنا بان نعود للعهد القديم حتى نعرف كيف تم الخلاص وكقول القديس أغسطينوس " العهد القديم هو مدخل العهد الجديد  والعهد الجديد مخفى فى العهد القديم"وهذا ماطلبه الرب  عندما سأله اليهود من أنت؟ قال لهم أنا هو من البدأ ما أكلمكم به.يو8: 25‘ ونلاحظ ان كلمة أنا هو تعنى اسم الله الذى قاله لموسي عندما سأله عن اسمه ليقوله لبنى اسرائيل فى مصر" أهيه الذى أهيه وايضا  يهوه ومعناها الكائن هذا اسمى الى الأبد وهذا ذكرى الى دور فدور."خر3: 14و15. أى أنا هو من الأزل‘  وفى البدأ وبه خلق الله السموات والأرض.تك1: 1. وقالهاالقديس بولس وبه خلق العالمين (البشر وكل الخليقة)وأيضا " وانت يارب فى البدأ اسست الأرض والسموات هي عمل يديك.عب1: 10. وأيضا " بالإيمان نفهم ان العالمين أتقنت بكلمة الله حتى لم يتكون ما يرى مما هو ظاهر.عب11: 3

وفى انجيل القديس يوحنا اللاهوتى اصحاح 5 قال الرب لليهود الذين اتهموه بأنه يشهد لنفسه " فتشوا الكتب لأنكم تظنون ان لكم فيها حياة أبدية . وهى التى تشهد لى."عدد 29" ‘ وفى يوم قيامته من الأموات تقابل مع تلميذى عمواس (لوقا البشير وكليوباس ) وهم متجهين لقرية اسمها عمواس وقد أمسكت عيناهما عن معرفته ‘ وبعد أن رآهم ماشيين عابسين فسألهم عما يتطارحون فقالوا له عن يسوع " الذى كان انسانا نبيا مقتدرا فى الفعل والقول امام الله والشعب ‘وكيف اسلمه رؤساء الكهنة وحكامنا لقضاء الموت وصلبوه. وله اليوم 3 ايام فى القبر ولكن النسوة عندما ذهبوا وجدوا القبر فارغا ‘ وقول النسوة انهن رأين منظر ملائكة قالوا انه حى. فقال لهما أيها الغبيان والبطيئا القلوب فى الإيمان بجميع ما تكلم به الانبياء . أما كان ينبغى ان المسيح يتألم بهذا ويدخل الى مجده. ثم إبتدأ من موسي ومن جميع الانبياء يفسر لهما الامور المختصة به فى الكتب." لو24: 13-26.وهذا التفسير سلمه التلاميذ للكنيسة التى تعيش بها حتى اليوم ‘ حسب وصية الرب لهم قبل صعوده "وعلموهم أن يحفظوا  جميع ماأوصيتكم به. وها أنا معكم كل الأيام والى انقضاء الدهر. مت 28: 19و20

السيد المسيح يعلمنا أن خلاص البشر من عبودية إبليس ومن خطايا التعدى والمعصية على الله إقتضى من الله فور سقوط آدم وحواء أن يتدبر خطة الخلاص ‘ وأنه وهو المسيح  إقنوم الكلمة والحكمة فى الثاوث الأقدس هو منذ الأزل قائم ‘ وبكلمة الله خلق الخليقة البشرية وكل الكائنات الحية وباقى الخلائق ‘ وأيضا هو يملأ الكتاب المقدس ظهورا وعملا من أجل تهيئة النفوس والعقول للخلاص الذى وعد به الله لآدم ‘ لأن السقوط  كان بحسد إبليس وغوايته للمرأة ‘ وكانت العاقبة 1- موت آدم روحيا (وأوصى الرب الإله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل أكلا. واما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها .لأنك يوم تأكل منها موتا تموت. تك216و17. وهكذا دخل الموت والفساد حياة البشر بعد ان كان متمتعا بحياة أبدية فى الجنة المغروسة فى عدن شرقا. 2- بأكل آدم وحواء من شجرة الخير والشر دخلهما الشر والخطية وبالتالى أورثوها لكل البشر. 3- حرم البشر من الفردوس بخطية آدم وحواء وطردهما الى الأرض لأنهم بعد الخطية صاروا ترابا والى التراب يعودون ‘ وهكذا كل من مات من آدم الى آخر نفس قبل الصليب ذهبوا الى الهاوية أو الجحيم ‘وعندما مات المسيح وقام صنع خلاصا وفداء أبديا لكل من يؤمن به ‘ فنزل الى الجحيم من قبل الصليب وأخذ كل من كان  بارا ومن مات فى العهد القديم على رجاء تجسده وخلاصه الى فوق ودخلوا الفردوس فى انتظار القيامة العامة وسينقلهم معه فى أورشليم السمائية حيث مسكن الله مع الناس ‘وأما الأشرار مازالوا فى الجحيم لحين مجيئه الثانى حيث سيطرحهم  فى بحيرة النار المتقدة ومعهم إبليس وكل أعوانه.

إذا وهو المهم أن طريق الخلاص بدأ منذ لحظة وعد الرب " نسل المرأة يسحق رأس الحية " ويتم الفداء والخلاص بدم المسيح المسفوك عن كل من يؤمن به ‘ وأسفار العهد القديم من التكوين الى سفر ملاخى النبى كلها تتنبأ بتدابير الله لخلاص البشر ‘ والتى تتضمن أكثر من 330 نبوة عن المخلص والخلاص ‘ فلنبدأ القصة من البدأ.


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق