ألا بذكر الله/ محمد محمد علي جنيدي

الذكر الحقيقي هو ما فاض من القلب فانشغلت به جوارح العبد ولسانه، وإذا كان الذكر هو ما وقر في قلب الإنسان من استحضار دائم لعظمة بارئه ومولاه الله جل جلاله، فإنه في صورته المثلى لا يسمح لعوالق الدنيا أن تصيب روحه وبصيرته، وقد يكون في وصية سيدنا سلمان الفارسي لسيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنهما تفسيرا عمليا لذلك حيث يقول له ( يا سعد اذكر الله عند همك إذا هممت وعند يدك إذا قسمت وعند حكمك إذا حكمت ).
والحقيقية أن الإعراض عن ذكر الله، يذهب بخيري الدنيا والإخرة ولا يحصد المعرض عن ذكر ربه مهما بدا عليه من سلطانٍ وصحةٍ ورفاهيةٍ غير ضيقٍ في أفق النفس وخوفٍ وحسرةٍ يصاب بهما دائما في قلبه، وإلا فكيف يستقيم لنا فهم الآيه الكريمة في قوله تعالى: ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى ) صدق الله العظيم. الآية 124  سورة طه.
وعلى خلاف ذلك أذا أعرضت الدنيا عن ذاكر ربه وأصابه العطب وبدا عليه المرض واجتاحته الشدة وشظف العيش وضيق الحياة، فهو آمن في سربه مع الذاكرين ويستبدل في نفسه الآه بقوله يا الله، فيجود ربه عليه برحابةٍ في أفقه، وباطمئنانٍ في قلبه، ورضا بقضائه، ولا عجب أن تستقيم حياته مهما كان حالها لأن الله تعالى بشره بذلك في قوله: ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) صدق الله العظيم. ( سورةالرعد الآية 28)
أخلصُ أن الذكر  بمفهومه الحقيقي هو البلسم الشافي لهموم النفس مهما بلغت، وأحزانها مهما عظمت، وهو أكبر العبادات على الإطلاق، فالمستحضر دائما لعظمة خالقه لا يقتل ولا يجور ولا يكذب ولا يخون، ولا تعرف الموبقات له طريقا وهو ذاكر، كما أنه لا يقبل لخضوع لغير الله، ويتقبل الموت في عزة عن الحياة في ذلة ومهانة.   
يقول الحق سبحانه: ( اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ) صدق الله العظيم، الآية (45) سورة العنكبوت.
اللهم يا أنيس الذاكرين اجعلنا ممن أنسوا بذكرك واستغفروا لذنوبهم .. اللهم آمين

m_mohamed_genedy@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق