موتى العهد الجديد/ نسيم عبيد عوض

لقد آمنا أننا بعد الميلاد الثانى بالماء والروح ‘الذى من الروح القدس أصبحت أسمائنا مكتوبة فى السموات ونلنا التبنى وورثنا عربون الحياة الأبدية ‘ فليس موت لعبيدك بعد بل هو إنتقال ‘ موت جسدى وإنتقال الروح الى فردوس النعيم مكان إنتظار أرواح الأبرار لحين المجيئ الثانى والدينونة. وكنيستنا الارثوذكسية تؤمن بذلك وتصلى به يوميا فى القداس الإلهى فى أوشية الراقدين" تفضل يارب نيح نفوسهم جميعا فى أحضان القديسين ابراهيم واسحق ويعقوب ‘علهم فى موضع خضرة على ماء الراحة فى فردوس النعيم ‘ الموضع الذى هرب منه الحزن والكآبة والتنهد فى نور قديسيك‘ أقم أجسادهم فى اليوم الذى رسمته كمواعيدك الحقيقية غير الكاذبة ‘هب لهم خيرات مواعيدك‘ مالم تره عين ولم تسمع به أذن ولم يخطر على قلب بشر ماأعددته ياألله لمحبى اسمك القدوس. لأنه ليس موت لعبيدك بعد بل هو إنتقال ...الذين أخذت نفوسهم نيحهم وليستحقوا ملكوت السموات."‘ وقد رآهم القديس يوحنا الرائى وكتبه لنا كما ذكرته فى المقال السابق وشاهده فى رؤ7: 9.."

أما مسكن الحياة الأبدية بعد القيامة العامة لكل البشر والدينونة بالأجساد عن الأعمال الصالحة فى حياة المؤمن فهو أورشليم السمائية وقد ذكرت بالتفصيل المدينة المقدسة أورشليم السماوية التى لها مجد الله فى رؤ 21: 10-27 " وقبلها يقول فى رؤ21: 1- 7"رأيت سماء جديدة وأرضا جديدة لأن السماء الأولى والأرض الأولى مضتا والبحر لا يوجد فى ما بعد .وأنا يوحنا رأيت المدينة المقدسة أورشليم الجديدة نازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس مزينة لرجلها.وسمعت صوتا عظيما من السماء قائلا. هوذا مسكن الله مع الناس وهو سيسكن معهم وهم يكونون له شعبا والله نفسه يكون معهم الها لهم. وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون فى ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فى ما بعد لأن الأمور الأولى قد مضت . وقال الجالس على العرش ها أنا أصنع كل شيئ جديدا."

ولذلك فنحن فى عهد النعمة والحق ‘ نؤمن ان الموت الأول للأجساد للذين قاموا القيامة الأولى من موت الخطية ‘ فلن يقع عليهم الموت الثانى  ‘ ويكون لهم نصيب فى القيامة الثانية (العامة) حيث تتحد أرواحهم فى فردوس النعيم  بأجسادهم الموجودة على الأرض وتأخذ أجسادا نورانية وتصعد وتلتقى بالمسيح على السحاب ومن على يمينه يقودهم لأورشليم السمائية حيث الحياة الأبدية .

ولهذ أصبح لموتى مؤمنى العهد الجديد  تعبيرات جميلة ومعبرة فى الكتاب المقدس:

1- يوم الموت هو يوم الإنطلاق:                                                         فيقول القديس بولس الرسول " لى إشتهاء أن أنطلق وأكون مع المسيح ذاك أفضل جدا. فى 1: 23" ‘ وهو نفسه الذى صعد ورأى فردوس النعيم وقال" مالم تره عين ومالم تسمع به اذن ولا يخطر على قلب بشر ما أعده الله للذين يحبونه." وكذلك سمعان الشيخ الذى حفظه روح الرب أكثر من مائتين عاما حتى يرى العذراء التى حبلت وولدت إبنا الذى هو المسيا المخلص‘ وفى انجيل لو 2: 28و29 وعندما رأى الرب يسوع الطفل فى الهيكل" أخذه على ذراعية وبارك الله وقال الآن تطلق عبدك ياسيد حسب قولك بسلام."

2- يوم الموت هو يوم الإكرام:                                                                  قال الشهيد إستفانوس  أول شهداء المسيحية ‘ بينما اليهود يرجموه بالحجارة ‘تتطلع للسماء وقال" ها أنا أنظر السموات مفتوحة وابن الإنسان قائما عن يمين الله ." أع 7: 6‘ أكرمه الرب برؤياه عن يمين العظمة وهو يموت. ولذلك يرتل الملك داود ويغنى" كريم فى عينى الرب موت قديسيه." مز116: 15.          "فنثق ونسر بالأولى ان نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب." 2كو5: 8"‘ وأيضا يقول له الرب  " نعما أيها العبد الصالح والأمين . كنت أمينا فى القليل فأقيمك على الكثير. أدخل لفرح سيدك. مت25: 23"

3- يوم الموت هو يوم الخلاص من الشر:                                                    وقد كتبها لنا القديس يوحنا الرائي فى رؤ19: 1" وبعد هذا سمعت صوتا عظيما من جمع كثير فى السماء قائلا هللويا . الخلاص والمجد والكرامة والقدرة للرب الهنا."  ويرددها النبى داود " أيضا إذا سرت فى وادى ظل الموت لا أخاف شرا لأنك أنت معى وعصاك وعجازك هما يعزياننى ." مز23: 4‘ ويقول الرائي " وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم ‘ والموت لا يكون فيما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع فيما بعد . لأن الأمور الأولى قد مضت وقال الجالس على العرش هاأنا أصنع كل شيئ جديدا. رؤ21: 4"ولأنه  " وإبليس الذى كان يضلهم طرح فى بحيرة النار والكبريت حيث الوحش والنبى الكذاب وسيعذبون نهارا وليلا الى ابد الابدين."رؤ20: 10

4- يوم الممات هو يوم النصرة والغلبة:                                                       يقول القديس بولس الرسول آخر عدو يبطل هو الموت وأيضا" ومتى لبس هذا الفاسد عدم فساد ولبس هذا المائت عدم موت فحيئذ تصير الكلمة المكتوبة ابتلع الموت الى غلبة. ‘ أين شوكتم ياموت أين غلبتك ياهاوية‘ ولكن شكرا لله الذى يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح ."  1كو15: 54-56  وكقول الكتاب عنهم" من يغلب يرث كل شيئ واكون له الها وهو يكون لى ابنا . " رؤ21: 7

5- يوم الموت هو يوم الرجوع الى السماء:                                                  حسب قول الكتاب المقدس" لأننا نعلم أنه ان نقض بيت خيمتنا الأرضى فلنا بناء فى السموات بناء من الله بيت غير مصنوع بيد . أبدي. فأننا فى هذه أيضا نئن مشتاقين الى أن نلبس فوقها مسكننا الذى من السماء. نتغرب عن الجسد ونستوطن عند الرب." 2كو5: 1-8.

6- يوم الممات هو يوم الربح العظيم :                                                          يقرر القديس بولس الرسول بعد رؤيته الفردوس "حسب إنتظارى ورجائي انى لا أخزى فى شيئ بل بكل مجاهرة كما فى كل حين كذلك الآن يتعظم المسيح فى جسدى سواء كان بحياة أم بموت. لأن لى الحياة هى المسيح . والموت هو ربح ." فى1: 30و31. ويقول فى 1كو2: 9" كما هو مكتوب مالم ترى عين ولم  تسمع به أذن ولم يخطر على بال انسان . ماأعده الله للذين يحبونه. 

     حقا أنه مبارك وعزيز فى عينى الرب موت قديسيه.أمين.  

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق