يوبيل ذهبي لكل من المونسنيور يوسف الطحش والخوري يوحنا الحاج


زغرتا ـ 
احتفلت ابرشية طرابلس المارونية، باليوبيل الذهبي لكل من المونسنيور يوسف الطحش، والخوري يوحنا الحاج، واليوبيل الفضي لكل من الخوراسقف انطوان مخائيل، والكهنة جورج خطار، جورج خليل، ادوار الشالوحي. وذلك خلال قداس احتفالي تراسه راعي ابرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جوده، في كنيسة مار يوحنا المعمدان في بلدة كرمسده في قضاء زغرتا، بمشاركة النائب البطريركي على جبة بشري المطران مارون العمار، والنائب البطريركي على رعية اهدن ـ زغرتا المطران جوزيف معوض، النائب العام على ابرشية طرابلس المارونية المونسنيور بطرس جبور، رئيس المحكمة الابتدائية المارونية المونسنيور نبيه معوض، الى لفيف من كهنة الابرشية. 
حضر القداس رئيس بلدية سبعل الشيح حبيب طربيه، رئيس بلدية عينطورين البير ابي انطون الى حشد من مخاتير القضاء وابناء الرعايا المنتشرين في قضاء زغرتا، وجموع من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس القى المطران بو جوده عظة قال فيها :" لا شك، ايها الاخوة، ان كل واحد منكم، يردد كلمات المزمور "بماذا اكافىء الرب عن كل ما اعطاني "، لمناسبة مرور خمسين سنة في خدمة الرب والكنيسة، بالنسبة الى المونسنيور يوسف الطحش، والخوري يوحنا الحاج. ومرور خمس وعشرين سنة بالنسبة الى الخوراسقف انطوان مخائيل والكهنة جورج خليل، جورج خطار، وادوار الشالوحي. كل واحد منكم يردد اليوم هذا الكلام، بصورة مميزة وخاصة لان نعم الرب عليكم ميزت كل واحد منكم خلال خدمته الكهنوتية، هذه الخدمة التي ترتكز على مقومات ثلاث هي: خدمة التعليم، خدمة التدبير، وخدمة الصلاة، وهي الصفات المميزة للكهنوت. 
اضاف بو جوده :" كنت يا حضرة المونسنيور يوسف الطحش في التعليم لفترة طويلة في مدرسة مار انطون البادواني التكميلية، وفي الاكليريكية التي ساهمت فيها في تهيئة عدد كبير من الاكليريكيين لدرجة الكهنوت والذين يذكروك دائما بالخير لما تميزت به من روح محبة وبال طويل، فاحببتهم واحبوك، وما زالوا حتى اليوم يترددون الى الاكليريكية ليزوروك. اما في خدمة التدبير فقد تميزت بامانتك واهتمامك بالامور المادية التي كانت تهيء لهم كل ما يلزم ليتفرغوا للدراسة، بصفتك القيم على الامور المادية في الاكليريكية. 
وتابع بو جوده :" اما انت ايها الحبيب الخوري يوحنا الحاج فقد تميزت بخدمتك الرعوية في سبعل حيث كنت الحاضر الدائم والخادم الامين حتى في الظروف الصحية الصعبة التي كنت تعاني منها في الايام الاخيرة. اما انتم ايها الكهنة المحتفلين اليوم بيوبيلكم الفضي، فقد عرفتكم ايضا جميعا بروحكم الكهنوتية في الرعايا التي خدمتموها وما زلتم تخدمونها، وبصورة خاصة في الاكليريكية البطريركية المارونية بالنسبة الى حضرو الخوراسقف انطوان مخائيل، المعلم بكل ما للكلمة من معنى، الى درجة اصبحت فيها مرجعا في الامور الللاهوتية العقائدية في جامعة الروح القدس في الكسليك، بصفتك المرشد الثقافي لفترة طويلة. وان ما تقوم به الان من مهمات يغني الابرشية ويساعد الكهنة على القيام برسالتهم على اكمل وجه، من خلال مركزك كنائب اسقفي لشؤون الكهنة، والامين العام للمجمع الابرشي الذي هو في مرحلة التحضير، وان من خلال اهتمامك مع لجنة خاصة بالتنشيط الرعوي". 
وختم متوجها للخوري ادوار الشالوحي، جورج خطار، وجورج خليل، قائلا:" عرفتم جميعا بما قمتم، وتقومون به، من خدمات رعوية تنشط الرعايا التي تخدمونها، وتساعدون ابناءها على الالتزام بمتطلبات ايمانهم المسيحي. وفي هذه المناسبة السعيدة يحق لكم جميعا ان ترفعوا نشيد الشكر للرب على كلام المزمور الذي يقول "بماذا اكافيء الرب عن كل ما اعطاني، اخذ كاس الخلاص، وادعو باسم الرب واشيد لاسمه مدى الدهور". 
ثم القى الخوراسقف انطوان مخائيل كلمة باسم المكرمين قال فيها :" لقد شرّفني إخوتي الكهنةُ المكرّمين وكلّفوني بأن أقولَ كلمةً باسمِهم في هذا اليومِ المباركِ، اليوم ِ الذي فيه نحتفلُ بذكرى رسامتِنا الكهنوتيّة، ذكرى عهدِنا للربِّ الفادي، والتزامِنا بخدمةِ كنيستِه المقدّسة. البعضُ منّا يعيش هذهِ الذكرى بلونِ الزمنِ المذهّبِ الخالص، والبعضُ الآخرُ بلونِه ِالفضيِّ المصفّى؛ ولكنَّ لسانُ حالِ جميعِنا يردّد مع صاحِبِ المزامير: "إنَّ ألف سنة في عينيك كيوم الأمس العابر" (مز 90: 4). فالزمنُ الذي نعيشُه معَ اللهِ وفي حضرتِه هو زمنٌ لا يعبرُ ولا يزول. إنّهُ زمنٌ مقدّسٌ ومبارك يملأُه الربُّ يحضورِه". 
اضاف :" إخوتي، في هذا اليوبيل، نحنُ نحتفِلُ بزمنِ اللهِ يغمُرُ مساحةَ حياتِنا المتواضعة. نحتفلُ بنعمةِ اللهِ التي ملأت وجودَنا، وأغنت مواهبَنا، وعضَدت ضعفَنا، وشدّدت من عزائِمِنا، وكمّلت نقصَ خدمتِنا، وجعلت كهنوتَنا ينمو ويثمرُ في ديار بيت الربّ. في هذا اليومِ المقدّس، لا بدّ لنا من أن نستذكِرُ اللحظاتِ الأولى من خدمتِنا المباركة، لحظةَ وقفنَا برهبةٍ للمرّةِ الأولى على مذبحِ الربِّ نحتفِلُ بسرِّ الخلاص، فنعلِنُ كلمتَه كلمَةَ حياة، ونكسِرُ خبزَه غذاءً للنفوسِ والأجساد. كم كنّا متحمّسينَ يومَها. وكم كانَ قلبُنا ممتلأً حبًّا، وإرادتُنا اندفاعًا، ورجاؤنا كبيرًا. كم كانت أحلامُنا كبيرة... ومشاريعُنا طموحة... ربّما كنّا نعتقدُ أنّ بإمكانِنا تغييرُ العالم، وإصلاحُ الكنيسة، وتحسينُ الأمور. ربّما لم نكن نحسَب حسابًا لوهنِ الجسد، ومحدوديّةِ الطبيعة، وصعوباتِ الحياة، وألمِ الخدمة.
وتابع :" إخوتي، لقد اختبرنا، من دونِ أدنى شكّ، جمالَ خدمتِنا وبهاءَها، وذقنا طعمَ الربِّ الطيّب وعذوبَة نيرِه، وحصدنَا النجاحات، وحقّقنا المشاريع؛ ولكنّنا أيضًا اختبرنا ثقلَ صليبِ الكهنوت، وعرفنا الإخفاقات، ولوعّنا الفشل، وآلمَنا الإحباط... على كلّ ذلك، نشكُرُ الربَّ ونحن أكيدينَ أنّه من دونِ نعمتِه ومعونةِ روحِه القدّوسِ لم يكن باستطاعتِنا أن نستمرَّ في جهادِنا لنصلَ إلى هذا اليومِ المبارك. لذا نهتف جميعنا: "ماذا أردّ للربِّ عن جميعِ ما أعطاني؟ آخذُ كأسَ الخلاصِ وأدعو اسمَ الربّ" (مز 116: 12).  وجوهٌ كثيرةٌ لأشخاصٍ أحبّةٍ، من أهلٍ وأقاربَ وأصدقاء، وأساقفةٍ وكهنةٍ، التقينا بهم على دروبِ هذهِ الحياة، وفي حقلِ العملِ الكهنوتيّ. بعضُهم سبقَنا إلى بيتِ الآب، ومن هناك يصلّي معَنا في هذا الوقت وينتظرُ عودتَنا نحنُ أيضًا. أحداثٌ كثيرةٌ طبعت مسيرتَنا، بعضُها مفرحٌ نريدُ أن نستذكرَه، والبعضُ الآخرُ مرٌّ نريدُ أن ننساهُ. ذكرياتٌ عديدةٌ وخبراتٌ متنوّعةٌ ميّزت رسالتَنا، وطبعتها بطابعٍ خاصّ، جعلَ من كلّ واحد منّا فريدًا في عينيّ الربّ، وابنًا حبيبًا له". 
واردف:" كثيرونَ لا يزالونّ يطرحونّ علينا السؤال: "يا أبونا لو ما عملت خوري شو كنت بتعمل؟". فنجيبُهم كلُّنا من دون تردّد: "بنعمة الله برجع بعمل خوري". نعم إخوتي هذا هو الجوابُ الصحيحُ الذي على كلّ واحدٍ منّا أن يعطيه. فهذا هو خيارُ حياتِنا الأوحد، حبُّنا الأوّل والأخير. والربّ يسوع ينبّهُنا: "كلّ من وضعَ يدَه على المحراثِ والتفتَ إلى الوراءِ لا يستحقَّني" ( لو 9: 62). لنتذكّر إخوتي شعارَنا الكهنوتيّ، الشعارَ الذي أتخذناهُ يومَ رسامتِنا، ولنجدّد  من خلالِه عهدَنا للربِّ بأن نبقى حتى الرمقِ الأخيرِ أوفياءَ له، عمّالاً نشيطينَ في كرمِه، ووكلاءَ أمينينَ على قطيعِه".  
  وختم:" في هذهِ المناسبة، نودُّ أن نشكرَ صاحبَ السيادةِ المطران جورج بو جودة السامي الاحترام الذي أرادَ بمحبّتِه الأبويّةِ أن يقيمَ لنا هذا الاحتفالَ المهيب. نشكرُ صاحبي السيادة على حضورهِما العزيزِ والمبارك. نشكر حضرة المونسنيور النائبَ العامّ، وإخوتَنا الكهنة، رفاقَ الدربِ وشركاءَ الرسالة. نشكرُ أخواتِنا الراهبات. نشكرُ الأهلَ والأصدقاءَ وأبناءَ رعايانا المباركين، وكلَّ من ساهمَ في نجاحِ هذا الاحتفالِ خاصّينَ بالذكرِ رعيّةَ مار يوحنّا المعمدان المباركةَ كرم سدّة بشخصِ خادمِها الخوري سليم منّاع، وجوقةَ الأبرشيّةِ بقيادةِ الخوري أنطونيو نفّاع، وطلاّبَ إكليريكيّة مار أنطون البادواني – كرم سدّة. في الختام لنسلّم ذواتَنا وكهنوتَنا وجميعَنا إلى عنايةِ تلك الأمِّ الحنونِ التي لا تخيّبُ أملَ كلِّ من التجأَ إليها وطلبَ شفاعتَها. 

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق