لايوجد مانع شرعى من تجسيد دورالأنبياء فى الفن/ الشيخ د مصطفى راشد

وردَ إلى موقعنا على الإنترنت سؤال من الأستاذ \ عادل إمام      يسأل فية عن حكم الشرع الإسلامى فى تجسيد دور الأنبياء  فى الفن أى هل هو مُحَرَم أم مباح ؟  
وللإجابة على هذا السؤال : - 
بدايةً بتوفيقً من الله وإرشاده وسعياً للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه ، نصلى ونسلم على كليم الله موسى عليه السلام ، وكل المحبة لكلمة الله المسيح له المجد فى الأعالى ، وكل السلام والتسليم على نبى الإسلام محمد ابن عبد الله --، ايضا نصلى ونسلم على سائر أنبياء الله لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------ اما بعد  
فتجسيد دور الأنبياء فى الفن ، قضية ظهرت على السطح مجدداً بسبب العرض الحالى لفيلم النبى نوح (ع)، وقد تبارت الأراء فى التعبير عن رفضها لهذا الفيلم بسبب تجسيد دور النبى نوح (ع)، وأعلنت تحريم تجسيد دور الأنبياء فى الفن ، وقد إختلفت أسباب التحريم عند أصحاب هذا الرأى،  فمنهم من أرجع إستناده ( كما قال ) لإجماع الفقهاء على التحريم ، ومنهم من إستند لبعض الأيات القرأنية مثل قوله تعالى فى سورة الأنعام  (وَتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين)  ص ق 
ورأى آخر إستندَ لقوله تعالى فى سورة الأحزاب  (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) ص ق 
كما أن مؤسسة الأزهر الشريف قلعة العلم الإسلامى بالعالم  والتى نتشرف بإنتمائنا لها ، قد حرمت تجسيد دور الأنبياء فى الفن دون أن توضح أو تعلن الأدلة الشرعية على ذلك .
ومع كل إحترامنا لكل هذه الأراء  نناقشها ونرد عليها بالعلم والأدلة الشرعية بالترتيب : - 
اما بالنسبة لمن قال بالتحريم إستناداً لإجماع الفقهاء ، نقول له ياسيدى هذا الكلام غير صحيح ، ولم يحدث أى إجماع للفقهاء على ذلك فى أى عصر من العصور ، وإلا يدلنا هو فى أى وقت إجتمع كل علماء الإسلام فى العالم  وقرروا ذلك ، ولكن من الأصح أن نقول أن الغالبية  من الفقهاء تقول بذلك ---- ومع ذلك هذا لا يعطى الحق المطلق فى صحة هذا الرأى لأنها أراء بشرية تصيب وتخطىء ، ولا أحد يستطيع غلق باب الإجتهاد فى الرأى والتفسير .
اما الرأى الذى قال بالتحريم إستناداً إلى آيات سورة الأنعام والأحزاب وغيرها --- نقول لهم تفسيركم غير صحيح وفى غير محله والآيات لا صلة لها مطلقا بموضع تجسيد دور الأنبياء فى الفن وأسباب نزول هذه الآيات بعيدة تماماً عن ذلك  وأنتم تعلمون ، وإن كنتم لا تعلمون فالأيات لها مدلولات وسياقات حدثت وقت نزولها لا صلة لها بالفن وتجسيد دور الأنبياء  فلا تؤولوا النص عن مدلوله الحقيقى  وقولكم هو مجرد تحليل وإستنتاج وهدف ترغبون فيه لم يقل به رب الشرع  .
اما رأى الأزهر الشريف فكان كبير كما تعودنا ، ولم يَسُق أدله فى غير موضعها، ونحن نعلم كم الضغوط التى تواجهها مؤسسة الأزهر من المتطرفين والمتشنجين المتعصبين والتى قد تكفر الأزهر . 
لكن الرأى عندنا أنه لا يوجد مانع شرعى من تجسيد دور الأنبياء فى الفن ،لآنه ليس من المعقول أن يخشى الله على أنبيائه من مجرد فيلم ، والقول بالتحريم إضعاف لصور الله وثقته فى أنبيائه ، فكيف نخشى على النبى من فيلم والمعلوم أن الضعيف يخشى من القوى ، فهل الفيلم أقوى من النبى ورسالة السماء ؟؟ ؟.
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه   
الشيخ د\ مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية 
رئيس جمعية الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة  العالمية  لحقوق الإنسان    
E -  rashed_orbit@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق