معجزة للعذراء في بيت مبشر ينكر شفاعتها و تأملات خاصة/ فراس الور

كتبت هذه الخواطر بعد حادثة مؤسفة وقعت منذ عشرة سنين في بيت ينتمي الى طائفة من طوائف البروتستنت الإنجيلين، فكثروا مؤخرا في المنطقة التي أسكن بها و كثر نشاطهم التبشيري، و رب هذا البيت التي وقعت به الحادثة مبشر نشيط كان قد تتلمذ في علوم الكتاب المقدس علي يد قساوسة كبار أهلوه للوعظ بصورة عميقة و للتبشير في بيوت المؤمنين بكنيستهم، و هذا البيت كان ينتمي الى طائفة الكاثوليك قبل ان يتحول أيمانهم الى الإنجيلين، و كان هنالك فرد من أفراد هذه الأسرة قد أخفى في خزانة ثيابه تمثال للعذراء عليها السلام منذ فترة طويلة من الوقت، و لم يكترث له طوال هذه المدة لأن ايمانه أصبح يوالي لمن لا يكرموها مع كل أسف، و لكن في يوم من الأيام فتح باب خزانته ليأخذ ملابسه من أرفف الخزانة، و حين مد يده تفاجئ بوجود مادة لزجة على ملابسه، فتفحص الأمر ليكتشف ان تمثال العذراء بخزانته مصدر هذه المادة اللزجة، فأخذه و تفحصه بصورة أدق و راى أنها مادة الزيت، فلم يكترث الى هذه الحادثة من شدة الحقد و قساوة القلب الذي ربته بداخله طائفته تجاه العذراء و إكرامها، فتناول التمثال و رماه بسلة القمامة أمام بيته على طرف الشارع العام، و لكن...في اليوم التالي شعر برغبة فجأة بتفقد الأمر فتفاجئ أن تمثال العذارء مازال يسيل منه زيت و كمية الزيت كانت أكبر من التي سالت منه في خزانته، رق قلبه أخيرا لهذه الحادثة و عاد برشده الى ايمانه القديم و أخذ التمثال و صنع له بيت زجاجي و وضعه في منطقة لائقة في صالة بيته...بل عاد جميع أهل هذا البيت الى سابق عهدهم من الأيمان و الحمدلله، و أصبح بيته مزارا يقصده العديد من الناس في كل اسبوع للصلاة و لترتيل الأناشيد إكراما للسيدة العذراء، قمنا أنا و أهلي بزيارة هذا البيت أكثر مرة و ظهرت قطرات من هذا الزيت المبارك على التمثال اثناء الصلاة لنأخذ بركة روحية من هذه المعجزة المباركة، السلام لإسمك ايتها العذراء الطاهرة فتجلى إكرامكِ بِوَسَط مَنْ كانوا ينكروا شفاعتكِ لتكونِ كالنجمة الوضاءة في سواد جهالة هذا البيت،          
عندما بشر الملاك السيدة العذراء بالبشارة السارة كانت الإرادة السماوية ان يبين للبشر خلاص قريب سيمجد اسم الله الطاهر الى الأزل، فهذا الخلاص سيغير علاقة البشر بالله الى مجيئ المسيح كسيد للخليقة و ديان بسلطان إلهي لا مثيل له ليدين خليقته حسب الكتب السماوية، و لكن قليلون يدركوا ان في خلال احداث البشارة و اسطر الإنجيل التي رَوَت الأحداث التي تبعت البشارة اشار الله بصورة جلية و واضحة عن مكانة العذراء الطاهرة عنده له المجد، فنحن نؤمن ان الإنجيل كُتِبَ بوحي إلهي إختلج مع ابداع الإنجيلين الروائي و هم يبشروا به حول العالم كل انجيلي على حدى لذلك الكتاب المقدس هو موحى به من الله بالحرف و السطر و معانيه جميعها، و بغير ذلك سيكون ايماننا مبني على شهادات لإنجيلين كبشر قد يصيبهم الخطئ بما كتبوه، و حاشا للكتاب المقدس ان يُشَكًكْ بأمره و الحال ان إتفاق الأحداث بصورة مطلقة بالاربعة اناجيل له عمل الروح القدس لصيانة دقة الأحداث ة تأيد صحته للكنيسة الجامعة، فإذا تتبعنا زيارة العذراء الى آليصابات و بالذات حينما سَلًمَتْ العذراء عليها يقول الكتاب المقدس عن لسان اليصابات "فلما سَمِعَتْ اليصابات سلام مريم ارتكض الجنين في بطنها، و امتلأت اليصابات من الروح القدس و صَرَخَتْ بصوت عظيم و قالت "مباركة انت في النساء و مباركة هي ثمرة بَطْنكِ! فمن اين لي ان تأتي ام ربي الي"، توقفت كثيرا عند هذه الكلمات التي نطقتها اليصابات بإيحاء من الروح القدس و قالت للعذراء انها مباركة و كرمتها إذ قالت "من اين لي ان تاتي ام ربي الي،" فبهذا يكون قد كَرًمَ الروح القدس الذي هو الأقنوم الثالث من الثالوث الاقدس العذراء على لسان أليصابات البارة امام الله...و بقي ان نتأمل بكلمة ام ربي...اي ام الله الذي سيتجسد من احشأها ليكرز بملكوت الآب السماوي و يفتدينا بواسطة آلامه على الصليب، اقول هذه الكلمات كي لا يكونوا اولادنا فريسة سهلة لبعض من القوم الذين يريدون الإنتقاص من هيبة تكريم الروح القدس للسيدة العذراء و لا يكرموا مَنْ وَلَدَة الرب بالجَسَد ناكرين حقها بكل تطاول على شخصها المقدس، لا يجب ان يتم انتقاد سيادة الروح القدس الذي هو الله عندما يختار ان يكرم قديسيه فحينما يتكلم الله يجب ان يصمت البشر لكي يصغوا له، كما ان الله هو الذي انزل اية "أكرم اباك و امك" فهل سيسير الله بعكس الناموس الذي وضعه و بعكس ألأخلاقيات العالية و يتجاهل بالتالي المسيح والدته؟ بل اين ذهبت هذه الآية من رسالة غلاطية التي تقول : 4: 4  "و لكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امراة مولودا تحت الناموس،" و حاشى لله ان يناقض البُعْدْ الأخلاقي Moral  بالناموس إذا هو قِمًة الأخلاق و الكمال، 
استعجب من هؤلاء القوم الذين يُنْكِروا قُدْسِـيَة الايقونات المقدسة متمسكين بأيات من العهد القديم ايام كانت الديانة اليهودية سائدة بتعاليم المُحْرَقات و الذبائح متجاهيلن المستجدات التي يرويها الإنجيل بعد سفر الخروج و التثنية و متجاهلين التطور الفكري الذي شهدته الديانة اليهودية من خلال تجسد الرب في العهد الجديد، فكيف يتمسكوا هؤلاء القوم بِحَرْفِـيَة الوَصِـيَة التي تروي "لا تصنع لك تمثالا و لا منحوتا الخ" و يتجاهلوا ان الرب قد تجسد، آخذا صورة عبد او إنسان و اصبح من خلال هذا التَجَسُد مرئي للبشر و له سِمَات بشرية و قد تفاعل على المستوى الجسدي مع المجتمع الإنساني، فكيف يناقد الله ذاته؟ يطلب منا عدم صنع تمثالاً و لا منحوتً مما في السماء من فوق و على الأرض من نحت او من تحت المياه و في العهد الجديد يتجسد؟ يأمرنا بِعَدَمْ رَسْم ذاته و عند هذا التجسد إذ آخذ صورة عبد يستمر قانونية هذا القِسْم من الوصية؟ الله لا يناقد ذاته بل رَسْمْ صُوَر الرب لم تعرفها الكنيسة إلا بعد سر التجسد الإلهي متخذةً من التجسد قانونية الأيقونات و رسم الذات الإلهية المتجسدة،
إن هذه الظائف بالحقيقة التي تبشر بعكس التعاليم الأرثودكسية و الكاثوليكية ينطبق عليها ما ينطبق على الدولار المزيف، بل إنها كمحلات البقالة تسوق فكرها الخاص الذي غالبا ما يكون ناقص عن فكر الكنيسة الأم و لا يخدم إلا اجنداتها الخاصة التي تسعى لتفتيت وحدة الكنيسة الكاثوليكية الجامعة...و لكن الكنائس الأرذودكسية و الكاثوليكية هي كنائس رسولية يعود تعاليمها الى عهد الرسل منذ ألفي عام و اذكر هنا مقولة الرب يسوع "كنيستي لن تقوى عليها ابواب الحجيم"...لذلك مهما فعلوا هؤلاء القوم لن يزعزوا ما أسسه الرب بيديه، فالكنائس الرسولية قوية متنية راسخة بتعالمها و قد قاومت فكر شتى التيارات الفلسفية التي حاولت زعزعتها عن الإيمان القويم، لأن تعاليمها راسخة مبنية على تعاليم الرب يسوع و الإنجيل و الرسل الذين اسسوا اولى الكنائس حول العالم، المجد لك يا إلهنا المتجسد و السلام لإسمك ايتها العذراء الطاهرة،  

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق