غـبـطة الـﭘاطـريـرك : كـتبتم وكـتـبوا فـكـتـبنا/ مايكـل سـيـﭘـي


غـبـطة الـﭘاطـريـرك مار لـويس روفائيل ساكـو السامي الإحـتـرام :
يـطـيـب لي أن أكـتب لأقـول لغـبطـتكم أنه لم تـتح لـنا في السابق من الأيام فـرصة الـتعـرّف عـليكم شخـصياً كـكاهـن ولم أسمع بإسمكم ولم يكـلمني أحـد عـنكم شيئاً مثـلما نعـرف الكـثير من الكـهـنة ، ولكـنـنا عـرفـناكم منـذ أن بـدأنا نـقـرأ كـتاباتكم المعارِضة وأنـتم مطراناً دون أنْ نعـلق عـليها ، ثم صرنا نسمع من هـنا وهـناك كلاماً أكـيـداً شـفـوياً غـير منـشـور عـن بعـض من مواقـفـكم حـول مسائل محـددة ، ثم أصبحـنا نـطلع عـلى أفـكاركم وبصورة أفـضل من خلال إستماعـنا إلى مقابلاتـكم الإذاعـية المثيرة كـمطران ثم كـﭘاطـريـرك ، وكانت لـنا بعـض كـتاباتـنا الـتي تـدعـونا الآن إلى الـقـول أنـكم حـرثـتم الأرض وثـنـَّـيتـموها ــ كـْـراوا و تــْـنايا ــ ونـثـرتم الـبـذور وسـمَّـدتم الـتربة وسـقـيتم الـزرع فـحـصدتم الـثمار ولم تـذهـب جـهـودكم سـدىً فـتـذكــَّـرنا ــ طبعاً مع الـتـميـيـز بالمقارنة ــ نـصيحة معـلمينا في المرحـلة الإبتـدائية من دراسـتـنا حـين كانـوا يقـولـون لـنا : إتعـب تلعـب .
وحـين إعـتـليتم الـسـدّة الـﭘاطـريـركـية صرتم كـمن فاز في الـﭘـرلمان ونزلـتم إلى الميـدان فأمستْ تـصريحاتـكم طـبـيعـية في نـظـركم إلاّ أنها في نـظـرنا نحـن الكـلـدان أبناء الكـنيسة الكاثـوليكـية كانت ثورية الوقع ومفاجـئة الصورة لطـموحاتـنا بل ولمشاعـرنا ، ولسـنا متأكـدين إنْ كـنـتم مـتوقـعـين ردود فـعـلنا وأردتم قـياس شـدتها أم لم تـتـوقـعـوها أصلاً ، وأصبحـنا نـتابع وسائل الإعلام فـنـقـرأ بـياناتـكم المتـتالية حـتى صار الـبعـض يقـوِّلكم بما لم تـقـولوه بـدليل أنكم نـفـيتم بعـضها .
ومثـلما كـنا نعـمل شخـصياً فلا بـد أنّ هـناك مَن كان يعـمل مثـلنا ، نكـتب لكم مباشرة وتردّ عـلـينا فـردياً بصورة سـريعة واضحة أو ضبابـية ، وفي كـل الأحـوال فالآلية كانت إيجابـية دلالة عـلى التجاوب ، ثم عـمـدنا إلى الـكـتابة أمام الجـميع للإطلاع عـليها ولم تعـقـبوا مباشرة عـلى الملأ إلاّ مرة أو مرتين ، وكـنـتم ترَون كـيف أن البعـض كان يطرح أراءاً من أجـل معاكـستـنا ليس إلاّ ، ومن الـطـبـيعي أن نرد عـليهم أيضاً بما نراه مناسباً كي لا يتـصوّروا أن الساحة خالية لهم ، سواءاً سـرّتهم كـتاباتـنا الحادة أم لا ، ونـقـول الآن :
نعـم ، إنّ من لا يريد الوحـدة التي رسمها المسيح لجـميعـنا فـهـو إنـقـسامي وليس مسيحـياً ولهـذا فإن الكـثيرين لا يريـدونها بل يطمحـون إلى تلك التي ينـسجـونها من غـزل صوفـهم متـناسين أنـنا جـميعـنا قـطيع واحـد للمسيح ولـنا راعي واحـد ذلك الـذي أوصاه المسيح مباشرة أن يكـون راعـياً لـنا  ويجـمعـنا إخـوة موحـدين ، فإذا صار هـذا المبـدأ مقـبولاً وسهلاً عـنـد أي كان ! إذن لم يعُـد هـناك إشكال بتاتاً فالوحـدة ليست من إبتـكارنا وإنما هي هـبة وفـرصة من المسيح .
نعـم ، نحـن ومنـذ عام 2006 نسانـد المطران مار باوي سورو الموقـر وخاصة حـين لم يعُـد هـناك مانع عـقائـدي أو قانوني يعـرقـل قـبوله في كـنيستـنا الكاثـوليكـية لشعـبنا الكـلـداني وغـبطـتكم تعـرفـون ذلك جـيـداً ، ولكـنـنا كـنا نلاحـظ أمامه موانع سـواءاً كانت مرحـلية أم دائمية أم غـيرها وكـنا نـتألم من مواقـفـكم المعـلنة بشأنه أثـناء مقابلاتكم الإذاعـية ونـدري بسيادتكم أنكم ما كـنـتم ترغـبون بالأخ المُحاور أن يتـطرق إلى هـكـذا موضوع ، إلاّ أنَّ جـرأته أبَـتْ إلاّ وأن يسألكم عـنه وخاصة في مقابلتكم الأخـيرة المصوَّرة وأنـتم في أستراليا فإمتعـضتم أمام الكاميرا بصورة جـلية من السؤال ، والـذي مثـلته أنا عـملياً في موقـف لاحـق تـطـلـَّـب ذلك ، مثـلما تمثـَّل أفلام عـن أعـمال وأقـوال الرب المسيح فـليست إنـتـقاصاً من المسيح .
إن سنهادسكم المقـدس والـذي حـضره 13 أسقـفاً مع غـبطـتـكم وبغـياب سيادة المطران سرهـد جـمو المحـتـرم ، تمخـض عـن البـيان الـذي نشرتموه ، وفي رأينا جاء مقـتـضباً ولكـنه ذو معاني جـديرة ، والـيوم إستمعـنا إلى مقابلة سيادة المطران إبراهـيم إبراهـيم مع إذاعة صوت الكـلـدان / ديترويت والـذي وضع نقاطاً عـلى تلك الحـروف التي ما كان بإستـطاعة الـبعـض قـراءتها فـصارت بنوداً منـتـظمة الفـقـرات وقـصيـدة موحـدة القافـية وضياءاً من شمس الظـهـيرة .
أولاً : ورد في البـيان رغـبة السنهادس في فـتح حـوار صريح مع الكـنيسة المشرقـية الآثورية لإسترجاع وحـدة وهـيـبة كـنيسة المشرق ، نعـم وهـذا طموحـنا جـميعـنا ومثـلما وضح سيادة المطران في تلك المقابلة بما لا يقـبل الشك والتأويل أن الوحـدة التي يريـدها الرب يسوع هي واحـدة تحـت سـلطة كـنيسة روما مؤكـدين في ذات الوقـت أهـمية إنـتماء كـنيستـنا الكاثوليكـية الكـلـدانية إلى كـنيسة روما ! وما عـدا ذلك فإن أي لـقاء سـيكـون بمثابة لـقاء أخـوة وصداقة لا أكـثر .
ثانياً : إن تـصريح السنهادس بالإفـتخار بهـويتـنا الكـلـدانية لهـو شيء رائع ، بل هـو أكـثر من الرائع حـين أكـد أن هـذه الهـوية تعـود بتأريخها إلى زمن الرسل ، إلى مار توما ومار أدّاي ومار ماري ، وهـذه الحـقـيقة كـنا نـنادي بها في مقالاتـنا منـذ زمن .
ثالثاً : نعـم إن العـمل السياسي ليس من مهام الإكـليروس ، وربما تـتـذكـرون مقال الأب سالم ساكا المحـتـرم بعـنوان
http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,161144.msg2989533.html#msg2989533
( المواطن المسيحي والإلـتـزام السياسي ) في 18/1/2008 يُـبرّر فـيه تدخـّـل الرجـل ! المسيحي في السياسة ويقـول :
[[ لا يمكـن في الإنسان الفـصل بـين الحـياة المادية والسياسة ، الحـياد والصمت في الشؤون السياسية مستحـيل ....]]
ثم يقـول : (( الكـنيسة عَـوْن لكل إنسان ولكـنها تأبى أن يستغـلها أحـد ليجـعـلها أحـد أعـوانه .... دَور الكـنيسة نبويّ ويجـب أن يـبقى نبويّاً ... لا توجـد محاذير مفـروضة عـلى المؤمن في إلتزامه السياسي . عـليه هـو أن يرى بإيمانه ما يناسب الإيمان أو لا يناسبه في الحـزب الذي ينـتمي إليه ...)) .
فـعـقـبتُ عـليه بتأريخ 4/1/ 2008 http://www.ankawa.com/forum/index.php/topic,165427.0.html بمقال عـنـوانه : (( رجـل الديـن وَ زقاق السـياسة اللعـين )) قـلتُ فـيه :لا نخـلط بـين الرجُـل المسيحي ورجُـل الدين المسيحي فالفـرق كـبـير ــ من وجـهة نظر الكـهـنة أنفـسهم ــ في الواجـبات والمسؤوليات والطموحات والممارسات ، وإذا إدّعـوا بأن ليس هـنالك فـرقاً ، عـندئـذ ستكـون لنا طروحاتـنا التي ستـُحـرجهم وهـم في غـنى عـنها .
سـيـدنا الـﭘاطـريـرك :
إن تـوجـيهكم للعـلمانيّـين إلى العـمل السياسي وهـكـذا الـقـومي ، دليل عـلى شعـوركم بالمسؤولية العـصرية عـن حـقـوق أبناء كـنيستـكم وهـذا يكـفـيهم زخـماً وحـماساً طالما أن الكـنيسة مع هـذا العـمل دون أن تـزج نـفـسها فـيه .
رابعاً : تأسـفـنا حـين لم يـرد ذكـر المطران مار باوي المحـتـرم في الـبـيان ، إلاّ أنـنا بعـد سماعـنا مقابلة المطران مار إبراهـيم إبراهـيم وتـطـرقه إلى هـذه المسألة أصبحـنا تحـت أمر الـواقع طالما أن قانـون الكـنيسة سيأخـذ مجـراه ، فإذا عـزمتم تـوَكـلوا عـلى الرب ونحـن جـميعـنا نخـضع للقانـون . ولا شك ستـكـون لـنا مقالات قادمة بعـون الرب ، دمتم مع السادة مطارنـتـنا الجـزيلي الإحـتـرام بسلام .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق