التظاهر والخروج ضد مرسى فرض عين على كل مسلم/ الشيخ د. مصطفى راشد

ورد إلى موقعنا على الإنترنت  سؤال من الأستاذ \محمد أبوزيد       يقول فيه : -  إنتخبنا أنا وزملاء لى  الدكتور مرسى لرئاسة مصر ، إلا أن ألأحوال معه تحولت للأسوأ، فقمنا بالتوقيع على إستمارات تمرد  وننتظر 30\6 \2013  للتظاهر ضده، إلا أن البعض من الملتحين  قال بأن  ذلك حرام شرعاً لأن مرسى هو الخليفة وأمير المؤمنين ،ونحن نسأل فضيلتكم بأن تفتينا فى الأمر ورأى الشرع فى التظاهر ضد الرئيس مرسى من عدمه ؟                        وللإجابة على هذا السؤال :-
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده  وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه   ،  نصلى ونسلم على كليم الله موسى  عليه السلام ،  وكل المحبة لكلمة الله  المسيح  له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ،  ايضا نصلى على سائر أنبياء الله  لانفرق بين أحدً منهم --------    أما بعد
فنحن نشكر الأستاذ صاحب السؤال  المعنِى بأحوال  الوطن ، ونستعرض الموقف الشرعى لأفعال الرئيس مرسى ، منذ أن تولى الحكم حتى الآن، كى يكون الرأى والفتوى مبنياً على أدلة وبراهين  مسوقة بالأسانيد الشرعية  من الكتاب والسنة  ومنزة عن الهوى  ، لذا لو إستعرضنا الأحداث لوجدنا أن الرئيس مرسى يداه ملوثتان بالدم ، فهو المسئول الأول عن قتل أكثر من 100 مصرى ببورسعيد وأمام الإتحادية ورفح  وغيرها، علاوة على ألاف المصابين والمعتقلين ، والله يقول فى سورة المائدة آية 32  (  مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا)  وكذا قوله تعالى  (ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون) (الأنعام: 151)  (ص)
كما أن الرئيس مرسى حدث وكذب ووعد وأخلف وائتمناه فخان الثورة والثوار ووضعهم بالسجون وتحت التعذيب وهو ايضاً يَفجُرُ فى الخصومة ، فهو يستغل سلطاته من شرطة ونائب عام  للتنكيل بخصومَه ومعارضيه ،  وهو ماينطبق عليه حديث الرسول (ع) عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما ان النبى (ع) قال: (أربع من كن فيه كان منافقا خالصا, ومن كانت فيه خصله منهن كانت فيه خصله من النفاق حتى يدعها: إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا عاهد غدر, وإذا خاصم فجر . – وكذا قول الرسول (ع) فى حديث ابى هريرة (ض)عن النبى (ع) قال: (آية المنافق ثلاث:إذا حدث كذب, وإذا وعد أخلف, وإذا ائتمن خان ( وقد فعلها الرئيس مرسى جميعاً)  كما أن الرئيس مرسى وجماعته شقوا صف الأمة ، ولم يقدموا أى رؤية فكرية أو عملية لإنقاذ الوطن ، بل أبعدوا الكفاءات ليأتوا بأهل الثقة من الإخوان والأخوات،  مهما كان هذا الشخص سطحى  مشوش الفكر، فالجماعة عندهم أهم من الوطن ، ورغم جهلهم وضلالهم ونصبهم بأسم الدين والكذب على الله بتعمد مبين ، إلا أنهم ينظرون لكل من هو غير إخوانى على أنه شخص ضال وكافر، وهذا ظلم للناس وإفتراء من مرسى وجماعته ومن أعانهم على ذلك محروم من الجنة  كما قال الرسول (ع) ((مَنْ أَعَانَ ظَالِماً لِيُدْحِضَ بِبَاطِلِهِ حَقّاً فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ ذِمَّةُ الله وَذِمَّةُ رَسُولِهِ))؛ أخرجه الحاكم وقال: صحيح الإسناد-- كما أن أفضل الجهاد  وهو قول الحق فى وجه السلطان أو الحاكم  كما ورد فى حديث أبي سعيد الخدرى (ض) عن النبى (ع)  قال : -
أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر -- رواه أبو داود والترمذي ، وأفعال مرسى تؤكد أنه حاكم وسلطان جائر ، فلم يلتزم بالقسم الذى أقسمه على إحترام الدستور والقانون ، ورعاية مصالح الشعب ، ولم يلتزم بالعدل وإحترام حقوق الإنسان ، ثم كيف له أن يصرف وحده 350 مليون جنيه منذ أن تولى الحكم  ، وهو يعلم أن الملايين من الشعب لا تجد الخبز  والعلاج ، مما يعنى أنه جائر على حقوق العباد ، يتنعم هو وجماعته بكل ترف وفساد ، والشعب يعيش فى الظلام بلا كهرباء أو ماء، وإرتفاع الأسعار بفضله فى نماء ، والجهل إنتشر كالوباء، ولم يهتز قلب الرئيس لسيل الدماء، وحمى الإرهاب فى سيناء، وعَرَضَ حضارة مصر للفناء
لذا نحن نفتى بقلبٍ مطمئن صادق مع الله والنفس بأن التظاهر والخروج ضد مرسى  هو فرض عين على كل مسلم  يسعى لرضا الرب، ويأثم من يتخلى عن ذلك الفرض دون عذر قهرى . 
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه 
الشيخ د مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية
رئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان   
E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق