لقاء الرفاق بعد ان طال الفراق/ لطيف شاكر

عمل جليل يسجله التاريخ بمداد من النور زيارة قداسة البابا تاوضروس الثاني عطية الله الي اخيه قداسة البابا فرنسيس  الاول ادامهما الله بعد قطيعة استمرت اربعة عقود مضت من زيارة المتنيح طيب الذكر البابا شنودة الثالث واثمرت ثمرا محدودا باحضار جزء من رفات القديس العظيم البابا اثناسيوس الرسولي لكن لم تكن لها اثار علي المستوي العام بل ربما زادت القطيعة فلم تكن زيارة البابا يوحنا للمقر البابوي للبابا شنودة  ذات فاعلية  او لها رد فعل مناسب
 وشهادة للتاريخ  ان  البابا تاوضروس يمتلك عقلا متفتحا وفكرا رشيدا وشجاعة ايمانية  ورؤية مستقبلية حكيمة وظهرت حكمته في اختيار الوفد المرافق له الذي يعكس  حسن الاختيار حيث شكل  الوفد المصاحب لقداسته من المطران الجليل الانبا باخوميوس والمطران  الوقور الانبا هدرا والاسقف النبيل الانبا روفائيل ,  وهذه الزيارة جاءت في وقت مناسب وتوقيت دقيق استطاع ان يكسر الجمود بين كنيستين شقيقتين ويذيب الخلافات التي زرعها الشيطان  بينهما منذ عدة  قرون مضت لاسباب واهية وكانت الذات العامل الرئيسي لنشوب الصراعات وازدياد  الخلافات  وجفوة الابتعاد   .
يقول السيد المسيح ليكن الجميع واحدا كما انك انت ايها الاب في وانا فيك ليكونوا هم ايضا واحدا فينا ليؤمن العالم انك ارسلتني يوحنا 17:21
انها وصية الرب ان نكون واحدا فيه  وانشقاق الكنائس ضد الوصية الالهية , والوعد الالهي بان يكون  المسيح  فينا مما ياتي ببركات كثيرة للكنائس التي تسعي الي  شمل الجسد الواحد
تاريخ مضي  وحروب انتهت   وذات تربعت مما ادي الي امتداد الفراق وابتعاد الوفاق  ووقع في الجسدالواحد  شقاق , ومنذ جلوس البابا تاوضروس علي السدة المرقسية كان نظره متجها نحو وحدة القلوب داخليا وتألف الكنائس خارجيا ,   كان حلم يراوده منذ امد بعيد قبل سيامته بابا الاسكندرية,  واراد ان يحقق حلمه المقدس  فكانت الزيارة الميمونة والمباركة الي اخيه راس الكنيسة الكاثوليكية حيث تم استقباله بحفاوة بالغة وبمحبة فياضة واحترام متبادل شد انتباه العالم وكان حدثا عالميا وحديث كل  الفضائيات وتليفزونات العالم كله .
ذهب البابا تاوضروس حاملا تراث الكنيسة العتيقة  وفخامة الحضارة المصرية وعمق الرهبنة القبطية باكورة الرهبنة العالمية ليتقابل مع راس اكبر كنيسة في العالم  تشع بنورها علي اكثر من مليارين من الكاثوليك
وحرص البابا فرنسيس علي البقاء في نفس الفندق الذي اقام فيه البابا تاوضروس والوفد المرافق له ,بدلا من  من الانتقال إلى السكن الذى يقيم فيه عادة بابوات الفاتيكان، فى الدور الثالث من القصر الرسولى.
وقد راع البابا فرنسيس  تحقيق رغبته فى التواصل والتقارب مع البابا تاوضروس الثاني  وكان  اللقاء بين الباباوين اتسم بالبعد عن المراسم الرسمية، مما يطابق الشخصية المتواضعة والمحبة لكل منهم "وكما أن الجسد واحد وله أعضاء كثيرة هي على كثرتها جسد واحد، فكذلك المسيح " 1كو12:12
والتاريخ يذكرنا بان أول محاولات إعادة الوحدة بين الكنيسة الكاثوليكية   والكنيسة القبطية الأرثوذوكسية كانت في أواسط القرن الخامس عشر ، عندما أرسل بابا الفاتيكان البابا أوجانيوس الرابع إلى بابا الإسكندرية يوحنا الحادي عشر يدعوه إلى زيارة مجمع فلورنسا ، فلبى بابا الإسكندرية الدعوة وأرسل وفدا يمثل كنيسته ضم رئيسي ديري الأنبا أنطونيوس والأنبا بولا وعدد من الرهبان الأقباط و الأحباش ، وقع ذلك الوفد اتفاقية وحدة مع الكنيسة الكاثوليكية وذلك في تاريخ الرابع من فبراير   1442 م ، ولكن تلك الاتفاقية لم يكتب لها النجاح  مثل المحاولات الي جاءت بعدها ,جميعها باءت ا بالفشل بسبب عدم تلق الدعم الكافي من قادة الكنائس , وبالتالي لم يتم تفعيلها وفي اغلب الظن كانت الذات تتاسد الاتفاقيات .
لكن كان التواصل بين الكنيستين حاضرا من حين لاخر ففي حبرية قداسة البابا كيرلس السادس تم الاتفاق علي تسليم الكنيسة القبطية جزء من رفات  القديس مرقس الرسول في 24 يونيو 1968م وكان محفوظا  بكاتدرائية عظيمة  باسم القديس مرقس بالفاتيكان
وللكنيسة القبطية ايبارشيتان بايطاليا كما ان الفاتيكان له  كرسي بطريركي بمصر ولا يوجد ثمة خلافات هنا او هناك بل كان الود والاحترام حاضرا دائما .
نصلي الي الله ان ينجح رسالة الوحدة بين الكنيستين في شخص السيد المسيح راس الكنيسة  وان يتم تفعيل الوحدة ببعض الاجراءات الفاعلة  كتبادل الاساقفة والكرادلة وان يكون لكل كنيسة مندوب من الكنيسة الاخري ,له صوت  واحد كرمز  في اختيار راس الكنيسة لكل منهما وان  يتم تبادل البعثات  وان يكون للكنيستين اجتماع نصف سنوي لتبادل الاراء والافكار ...الخ من اجل تثبيت الوحدة وتقريب وجهات النظر  ولعل هذا العمل يكون باكورة لوحدة كنائس الشرق والغرب للفوائد
المرتقبة وللاثمار المرجوة .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق