حبس العصفور داخل قفص معصية كبرى/ الشيخ د. مصطفى راشد

 ورد إلى موقعنا على الإنترنت  سؤال من الأستاذ \ أحمد بيومى       يقول فيه  :- إشتريت قفص ، ووضعت فيه عصفور زينة ، وبعد أيام مرضَ هذا العصفور ثم مات ، ومن يومها تداهمنى كوابيس وأحلام بأنى موجود داخل قبر  وهناك من يضربنى بشدة ويقول لى أنت قاتل كيف تقتل هذا العصفور الضعيف – لذا أتوجه لفضيلتكم بالسؤال عما إذا كنت إرتكبت معصية أو مخالفة شرعية تجاه هذا العصفور  الذى لم أقصد موته ؟                   إنتهى سؤال السائل ، وللإجابة على هذا السؤال :-
بداية بتوفيقً من الله وإرشاده  وسعيا للحق ورضوانه وطلبا للدعم من رسله وأحبائه   ،  نصلى ونسلم على كليم الله موسى  عليه السلام ،  وكل المحبة لكلمة الله  المسيح  له المجد فى الأعالى ، كما نصلى على نبى السلام والإسلام محمد ابن عبد الله ،  ايضا نصلى على سائر أنبياء الله  لانفرق بين أحدً منهم ------------------------------    أما بعد
فالعصفور مخلوق ضعيف ورقيق  الحس  خلق للإنطلاق والحرية  يرفرف بجناحيه فى سماء شاسعة ، وقد أكد علماء الطب الحيوانى ، بأن وضع عصفور داخل قفص ، هو أشد من حبس إنسان بسجن إنفرادى ، كتأثير نفسى وعضوى على العصفور .
لأن العصفور  يحتاج لتحريك جناحيه  حتى لا تضمر عضلاته ، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى كراهة حبس العصافير  للتربية ، وبعضهم منع ذلك ، وقالوا : -  لأن سماع أصواتها والتمتع برؤيتها ليس للمرء به حاجة ضرورية ، بل هو من البطر والأشر ورقيق العيش وتعذيب مستمر للطائر الضعيف ، وهو أيضاً سفه ، لأن الشخص  يطرب بصوت طائر صوته بكاء وحنين إلى الطيران ، وينم عن إنسان سادى  عنيف  لا يملك ضمير أو حس إنسانى ، كما ورد  في كتاب " الفروع وتصحيحه " للمرداوي ( 4 / 9 ) ، و " الإنصاف " ( 4 /  275 )
ونحن نرى بحُرمة حبس العصفور  ولو كان فى قفص من ذهب، لما في ذلك  من إستخدام للقوة لقهر وظلم  الضعيف والذى قد يؤدى لقتله ، ولقول الرسول (ع) فى حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " دخلت امرأة النَّارَ في هرة حبستها لا هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَسَقَتْهَا وَلا هِيَ تَرَكَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خَشَاشِ الأَرْضِ " أخرجه البخاري  ---  ومن يتحجج بأنه يحبس العصفور ويسقيه ويطعمه  -- نقول له أن  الحال مع الهرة أو القطة يختلف عن العصفور لأن الهرة سٌكناها البيوت أكرم لها من سكن الشارع ، بخلاف العصفور الذى خلق للطيران ، وحبسه وقف وتعدى على صفة  خصها الله للطائر والتعدى على صفات الله وخصائصه وقضاءه وقدره هى من كبرى المعاصى  ،--- ومن يعترض بحديث أبو عمير وطائر النغير  -- نقول له لا تلبس الحق بالباطل وتؤول على هواك  لأن الرسول (ع) لم يتكلم عن حكم حبس الطائر فى هذا الموضوع ولم يكن الكلام بخصوص وضع الطائر ، كما أن هذا الطائر الذى مات  لم يكن محبوساً فى قفص  ، فلا يجب خلط الأوراق بدون علم  وإدراك لمقاصد الشرع ، لذا نحن نطلب من الأخ السائل أن يتوجه إلى الله بالتوبة والندم  والسعى لتحرير أكبر قدر من العصافير المعتقلة فى أقفاص -- علَ الله يتوب عليه ويسامحه .
وعلى الله قصد السبيل وإبتغاء رضاه 
الشيخ د مصطفى راشد   عالم أزهرى وأستاذ للشريعة الإسلامية
رئيس منظمة الضمير العالمى لحقوق الإنسان وعضو
إتحاد الكتاب الأفريقى الأسيوى ونقابة المحامين المصرية والدولية
والمنظمة العربية لحقوق الإنسان   
E -  rashed_orbit@yahoo.com
http:||www.ahewar.org|m.asp?i=3699

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق