الإساءة للإسلام.. سبوبة الهجوم على الأقباط/ مجدى نجيب وهبة

 
** هناك مثل يقول "اللى يزيد عن حده .. ينقلب ضده" .. وهنا لا أقصد الذين خرجوا للتظاهر ضد الفيلم الذى عرض بعض مقتطفات منه على مواقع الإنترنت واليوتيوب .. فهذا حق مشروع لكل مواطن أسئ إلى دينه .. ولكن ما يحدث فى مصر ، والعديد من الدول العربية وأمريكا وأوروبا وأستراليا .. فاق كل التوقعات ، وإنقلب إلى إرهاب للأخرين وليس تظاهر للتعبير عن رفضهم للإساءة ...
** فى القاهرة .. تعرضت السفارة الأمريكية لإعتداءات من قبل بعض التيارات المتشددة ، الذين إقتحموا السفارة ، وقذفوها بزجاجات المولوتوف الحارقة ، وأسقطوا العلم الأمريكى وأحرقوه .. وهنا أؤكد أننى لست ضد كل هؤلاء .. بل أننى أؤيد أى تظاهر ضد الإساءة لأى دين .. ولكن الذى حدث من تجاوزات وإنفلات أساء للإسلام ولمصر ولمسيحى مصر قبل أن يسئ لأى مكان أخر هو الحصاد المر للقذارة الأمريكية ..
** ولكن الشئ الغريب والمقزز هى الأشكال الإجرامية التى تم ضبطها أمام السفارة .. وأطفال الشوارع ، ومدمنى الكلة ، ومروجى الترامادول .. الذين تم عرض أشكالهم القذرة عبر القناة المصرية .. وخرج علينا يومها السيد رئيس الوزراء بتصريح ، وقال أنه تم ضبط بعض هذه العناصر وهم يتلقون أموال لإحراق السفارة ، والعمل على إشتعال الأحداث .. وتعهد بالكشف عن هذه الأسماء المتورطة فى الهجوم على السفارة ..
** نفس هذا التصريح .. خرج من مسئول أخر بعد إحراق مبنى المجمع العلمى .. وأحداث شارع الوزراء .. والهجوم على مبنى وزارة الداخلية .. وعند محاولة تطهير ميدان التحرير منذ أكثر من عام .. وفى أحداث مسرح البالون ..
** ثم يتكرر نفس السيناريو ، ونفس الوجوه ، ونفس القنوات الفضائية التى تقوم بإستضافة شباب من منظمة 6 إبريل ، أمثال "أبو دومة" الذى قبض عليه فى أحداث حرق المجمع العلمى .. ثم لسبب ما أفرج عنه مؤخرا ..
** قال "أبو دومة" .. فى إتصال هاتفى بإحدى البرامج الهشتك بشتك .. حول الأحداث الأخيرة .. إنه يجب الإفراج فورا عن كل المقبوض عليهم أمام السفارة ، وإنه سوف يتحرك هو ومنظمة 6 إبريل ، وبعض القوى الثورية لمساندة الشباب الذى تم القبض عليهم للعرض على النيابة .. علما بأن ما شاهدناه على شاشة القناة المصرية لم يكونوا سوى مجموعة صبية وبلطجية وأولاد شوارع ، مثل الصبية الذين شاهدناهم فى فيلم "حين ميسرة" ..
** إندلع نفس السيناريو فى العديد من عواصم دول "الطاعون العربى" ... فمن هو الذى حرك كل هؤلاء .. وأين ذهب تصريح السيد "هشام قنديل" .. فما شاهدناه بالأمس ، عندما عرض بعض هؤلاء البلطجية أمام محكمة عابدين أثناء تجديد حبسهم .. حدثت إشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وأكثر من 500 متظاهر أمام نيابة عابدين للمطالبة بالإفراج عن زملائهم المقبوض عليهم .. والكارثة .. والشئ المضحك إنهم رددوا بعض الهتافات تقول "قالوا علينا بلطجية .. وإحنا شباب جامعية" .. وقاموا بقذف المحكمة والأمن بالحجارة والزجاجات الفارغة .. مما دفع أهالى عابدين للتصدى لهم ، ودفع الامن إلى إستخدام العصى لتفريقهم .. وتم القبض على بعض الشباب الذى أفرج عنهم فورا ، وأخلى سبيلهم ..
** على سياق أخر .. كانت نيابة الوايلى .. قد قررت منذ يومين إخلاء سبيل 44 من المتهمين فى أحداث السفارة .. ويبدو أن تصريح رئيس الوزراء إختفى ، كما إختفت تصريحات كثيرة قبل ذلك .. وهنا نتساءل ونحن نضرب كف على كف ..
** مسلسل الأحداث متشابه ، ومستمر .. والجناة هم هم ... ونفس وجوه المحرضين .. وفى كل مرة يتم الإعتداء على الشرطة وهيبة الدولة .. ويعلو صوت الصبية أطفال الشوارع ، ويفرضون كلمتهم على القضاء والأمن والدولة .. ونتساءل من هؤلاء ومن يحركهم ومن يدفع لهم .. ولا تقولوا سجناء طرة .. عيب عليكم ، ويكفى إستغفال وكذب على الشعب .. فمن أنتم ، وما علاقة منظمة 6 إبريل بكل ما يحدث .. وأين النائب العام الذى حرك أكثر من 20 مليون بلاغ للتحقيق !!!. ..
** أما عن الأقباط .. فقد زادت الفوضى وإستفحلت ، وقام أحد الشيوخ المعتوهين بإستعراض عضلاته العفنة ، وقام بحرق الكتاب المقدس وسط صراخ وتكبير البلهاء والمرضى نفسيا .. وأخر خريج العباسية قام بسب الأقباط على الملأ .. ووصفهم بالخنازير ، وأهان الصليب .. ومع ذلك كل الذى حدث هو تقديم بلاغات ضد هذان المعتوهان .. ولم نسمع عن إحراق سفارة مصر .. فى الدول القبطية الغربية .. ولا الهجوم على المسلمين أو دور عبادتهم .. ولم يخرج الموضوع عن خبر تقديم البلاغات التى تأمل التحقيق فيها .. بل أن فى بعض الدول الغربية يتم إخراج بعض الأفلام المسيئة للسيد المسيح .. ويقولون أن هذه هى حرية رأى التى وصلت فى بعض الدول الأوربية للبصق على صورة "السيد المسيح" .. ولا يعير الأقباط أى إهتمام لهؤلاء السفهاء ..
** ولكن فى مصر إشتعلت الأحداث .. لحرق كل شئ .. الزج بإسم رجل أعمال ناجح ، ومدير التحرير التنفيذى لقناة مسيحية ناجحة تفوقت على العديد من القنوات الدينية .. لأنها تقدم الفكر المستنير من خلال كل برامجها .. ولأن إسمه "إيليا ثروت باسيلى .. وورد على موقع المنظمة القبطية التى يرأسها "موريس صادق" ، إسم "إيليا باسيلى" ضمن فريق العمل للمطالبة بالدولة القبطية .. فقد إعتبرت بعض وسائل الإعلام المأجورة .. أنها فرصة للزج بإسم رجل الأعمال "إيليا ثروت باسيلى" .. فى البلاغ المقدم ضد المنظمة القبطية .. وأنا شخصيا كنت قد خدعت للتشابه بين الإسمين .. وعندما إنتقدت فكرة الدولة القبطية .. ذكرت إسم "إيليا باسيلى" بإعتباره مالك لقناة "سى تى فى" .. ولكن بعد تقديمه تنويه فى المواقع الإلكترونية بأنه لا تربطه أى علاقة بهذه المنظمة أو أى أحد من أفرادها .. قمت بتقديم إعتذار فى الموقع لصاحب القناة .. وقام هو مرة  أخرى بكتابة تنويه فى أكثر من جريدة مصرية ..
** ولكن يبدو أن البعض مازال يتربص ببعض الأقباط والزج بأسماء عديدة لإرهابهم والضغط عليهم .. فليس كل أقباط المهجر بالخارج لهم علاقة بفيلم تم بثه ... فإن ما يحدث قد فاق كل الحدود .. فإذا كان هناك من يكيد للمسيحية على قنوات فضائية إسلامية عديدة .. وصلت إلى تكفيرهم فى قنوات فضائية ومصرية بعد 25 يناير .. زادت الحملة الشرسة على الأقباط من حرق وهدم كنائس إلى تهجير الأقباط بعد إفتعال مشكلة .. إلى قتلهم ودهسهم .. وهو ما يجعل البعض يستاء للرد على هؤلاء الغوغاء .. فلكل فعل رد فعل .. ولكن رد فعل الأقباط لا يتساوى مع حجم الإهانات التى توجه لهم من المتأسلمين والتكفيريين ..
** ومع ذلك .. لمجرد نشر فيلم مسئ للرسول والإسلام .. إندلعت الحرائق فى كل مكان .. والشئ الغريب والعجيب الذى أصر على تكراره فى كل المقالات .. إذا كان المحرك والشيطان الأكبر لكل هذه الحرائق هى أمريكا .. فلماذا حتى هذه اللحظة لم نجد قناة مسيحية واحدة بالخارج ، أو منظمة قبطية ، أو حقوقية ، أو رجل شارع مسيحى فى أى دولة فى العالم .. حمل لافتة تدين الشيطان الأكبر أمريكا .. هل هى سياسة .. أم خيابة .. أم خوف .. أم جبن ؟!!! ...
** أخشى أن تتحول مصر إلى لبنان أخر .. فالذى حرق الإنجيل سيقابله من يحرق القرآن .. لتكون البداية فى دولة تحترق وشعب فقد ظله .. وتحالف معلن بين الشيطان الأكبر "أمريكا" .. وجماعة "الإخوان المسلمين" !!!...
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق