زيارة البطريرك الراعي إلى كندا الناجحة جداً جداً/ الياس بجاني

خلال زيارته إلى فرنسا السنة الماضية حاول غبطة سيدنا البطريرك بشارة الراعي إقناع الرئيس ساركوزي من دون جدوى بأن الرئيس السوري الطبيب الشاب بشار الأسد طيب ومختلف عن أبيه حافظ ويقوم فعلاً بالإصلاحات اللازمة، وأن لا ثورة في سورية وإنما اضطرابات فقط، مصورا الأسد الإبن الطيب هذا بحامي حمى المسيحيين والأقليات.
بعد عودته إلى لبنان لم تكن عنده الجرأة للثبات على المواقف الغريبة والمغربة التي أعلنها في فرنسا وهي موثقة بالصوت والصورة والنص لمن يريد ولمن يمتهن التسويق لثقافة المؤامرة على خلفيات التحرير والممانعة والخواصر الرخوة والشعبين في بلد واحد, وبالتأكيد متوافرة ومجاناً أيضاً لجماعات وفطاحل الإصلاح والتعتير ونبش وبحش القبور ونكء الجراح.
إنه ورغم حالة الاستنكار العارمة التي أثارتها مواقف الراعي المسورنة بين الموارنة وفي قلب بكركي نفسها رفض غبطته الإتعاظ والعودة إلى حضن الصرح الذي أُعطي له مجد لبنان، كما أصر من خلال المطران مظلوم على الإدعاء عبر الإعلام على أن لا ثوابت للصرح وإنما مواقف يقررها البطريرك.
بعناد واستكبار وفوقية وبعيداً عن نعمة التواضع راح غبطته يهرب إلى الأمام ويتهم بمناسبة ومن دون مناسبة الآخرين بتزوير وتحريف كلامه مستعيراًً من دون حساب من خوابي ثقافة وعقلية المؤامرة ومستنجداً بفريق إعلامي تربى على فضائل "الأخوة والتنسيق" من ربع "8 آذار"، حتى وصل الأمر به إلى تفقيس وعلى عجل تجمع "المسيحيين المستقلين" بنجومه الأشاوس والوطنيين والمقاومين بامتياز السادة الكرام ايلي الفرزلي وعبد الله فرحات وكريم بقرادوني وباقي الربع المعروف الهوى والنوى، والمتيم بعطايا ممانعة ومقاومة وعدل ومحبة وديموقراطية وعروبة وحريات "الشقيقة الشقية" سوريا البعث. 
تابع سيدنا الهرولة إلى الأمام رافضاً السير على الدروب اللبنانية والإيمانية نفسها التي سار عليها بنجاح كبير 76 بطريركاً سبقوه على كرسي الصرح، فزادت عزلته المحلية والدولية والعربية وسقطت هالته، وانكشفت أوراقه، ولم ينجح في استيعاب النقمة المارونية واللبنانية ضده رغم كل اتهاماته للصحافة وغير الصحافة، ورغم كل الرحلات والجولات السندبادية المحلية والخارجية التي أغدق عليها بكرم غير مسبوق أهل النخوة من جماعات "التعتير" والممانعة والمقاومة والباحثين عن أدوار واللاهثين وراء خزعبلات الوجاهة ونفخة الصدر الذين تسابقوا في توفير مستلزمات الرحلات من طائرات وصالات واستقبالات وغيرها.
خلال زيارته الناجحة جداً جداً إلى كندا كما صورها "الشباب وصحافة الشباب" ورغم كل ضجيج وغوغائية واحتفالية وكرم وبذخ هؤلاء "الشباب والشياب" ومن لف لفهم، فقد رأى غبطته بأم عينه ومن دون ديكورات ولفلفة أن معظم الذين استقبلوه في عراضات الدبكة والحفلات والسهرات و"الهوبرات" والصور وقرقعة الكؤوس والتبرع بتوفير الطائرات وتقديم الدروع والهدايا، كما أصحاب الخطابات الرنانة، كانوا في سوادهم الأعظم من غير الموارنة السياديين وأهل وأقرباء وأصدقاء ورفاق الشهداء، ومن غير طينة وخامة المؤمنين بلبنان الرسالة والحضارة والهوية والتاريخ، ومن غير العاملين من أجل لبنان الكيان السيد الحر والمستقل. بل كانوا من الجماعات الأخرى التابعة بمحبة خالصة لصديقه الطيب الأسد ومن المحسوبين من أصدقاء وممولي وحماة صديقه الطيب من جماعات التحرير والمقاومة وهز الأصابع وتجار الهيكل.
في الخلاصة، نعم، نعم، زيارة سيدنا الراعي إلى كندا كانت ناجحة جداً جداً، وأكيد، أكيد، أكيد، كل ما يقال في غير هذا السياق هو دس رخيص، وغيرة وحسد وضيقة عين، وتزوير وتحريف وتلفيق مبروك. مبروك هذا النجاح الكبير الذي بفرح وعن قناعة نعترف بأنه لم يكن لنا فيه نصيب.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق