هجوم "الإبراشى" و"الإخوان" على المقدسات المسيحية ومفتى الجمهورية/ مجدى نجيب وهبة

** فى حلقة الأمس التى يقدمها "وائل الإبراشى" .. قام بإستضافة سيدتان مسيحيتان ، قامتا بزيارة القدس ، فى الأيام السابقة لعيد القيامة هذا العام .. وإستضاف شخصيتين متأسلمتين للرد عليهم .. تم إختيارهم بعناية فائقة ، ليقوموا بما يكمل هجوم "الإبراشى" على الأماكن المقدسة للمسيحيين !!! ..
** وبالطبع بدأ حواره المستفز ، بتوجيه إتهامات قاسية للسيدتين بالخيانة العظمى .. وإستخدم مصطلحات من شأنها تجعل بعض المتطرفين ، يصدرون فتاويهم ، بإغتيال هاتين السيدتين .. هذا بجانب الهجوم الشرس الذى تعرضت له المسيحيتان من ضيوفه ، ووصف أحدهم الزيارة بالعار ، ومرة أخرى وصفها بالزيارة الكريهة ... ورغم أن إحدى السيدات إستطاعت أن توقف هؤلاء الشياطين .. إلا أنهم إستخدموا نفس المصطلحات التى إستخدمها "الإبراشى" ، وهى الخيانة العظمى ... وإستشهدوا بذلك بإصرار قداسة البابا الراحل "البابا شنودة الثالث" .. بعدم زيارة الأماكن المقدسة إلا بعد تحرير القدس ...
** لقد وجد الكثير من السفهاء الفرصة مواتية للهجوم على قبر المسيح ، والتهكم على هذه الزيارة المقدسة .. فقرأنا لأحد السفهاء بجريدة اليوم السابع .. وهو يصف كل من يذهب للزيارة بالسفيه .. وكل من لا يتكلم ضد الزيارة بالسفيه .. وكل من يشجع الزيارة بالسفيه .. ويبدو أن هذا السفيه وجدها فرصة للتشفى فى الأقباط .. فأخذ لسانه يتطاول على الأقباط .. وللأسف لم يرد عليه أحد من المتنطعين الأقباط ، أو الحقوقيين ، أو الأباء الكهنة الذين إنخرطوا فى العمل السياسى ، وأصبحوا نجوم على الفضائيات للرد على هذا السفيه !!! ... بل لم تتناول قناة مسيحية واحدة ، الرد على ما أثاره رئيس تحرير جريدة اليوم السابع من تطاول على الذين ذهبوا لزيارة الأماكن المقدسة !!..
** وبالأمس .. تكرر نفس السيناريو .. ولكن قام "الإبراشى" ، بوصم كل من يذهب أو ذهب للزيارة بالخيانة العظمى للوطن ، وعدم مساندة القضية الفلسطينية .. وهلم جر ، من تلك الشعارات التى عفى عليها الزمن .. وكان أحد ضيوف "الإبراشى" ، الكاتب "شفيق أحمد على" ، وهو صحفى بروزاليوسف .. إشتهر بالتمجيد فى "حسنى مبارك" ، والنظام السابق .. وعندما سقط النظام ، بدأ فى توجيه الشتائم والبذاءات لمبارك وأولاده ، بأسلوب ركيك ورخيص ، لا يرتقى إلى مستوى إعلام ، أو ينم بصلة للصحافة ...
** وعندما أنهى الإبراشى الحلقة مع الضيوف .. أصر على توجيه نفس الإتهام وهو الخيانة العظمى ، وكأنها لبانة تحولت فى فمه .. ولم يتوقف لسانه عن توجيه البذاءات .. ثم إنتقل إلى الهجوم على الشيخ "على جمعة" مفتى الجمهورية .. وفتح الخط على الهواء مباشرة للإخوان والسلفيين ، لكى يستضيف كل من يسب فى مفتى الجمهورية .. وطالب بعزله فورا .. والتحقيق معه .. لأن فضيلة المفتى تجرأ وذهب إلى المسجد الأقصى للزيارة ..
** ولأن هناك صراع محتد بين المفتى ، وجماعة الإخوان المسلمين .. فقد سبق أن واجه المفتى حرب جماعة الإخوان المسلمين ، ضد بعض تصريحاته التى أدلى بها ردا على قضية تنقيب الممرضات داخل مستشفيات محافظة الدلتا .. وقال "أن المنتقبة التى تعمل بمهنة التمريض ، عليها الإلتزام بالزى المهنى المتعارف عليه ، الذى يحدده المسئولون عن المهنة .. مادام لا يخالف الشرع ، والأمر متروك لها .. إما أن تلتزم بالزى الذى يقرره القائمون على تنظيم المهنة ، طالما لا يخالف الشرع ، وإما تترك العمل إذا أرادت ذلك" ....
** ويبدو أن جماعة الإخوان لم يستطيعوا أن يهيجوا الدنيا ضد المفتى أو يهاجموه فى ذلك الوقت ، خشية من إصدار أمر ما بإيداعهم السجون ، ولكنهم هيجوا الدنيا ضد السيد وزير الثقافة ، والأن بعد أن إحتلوا البرلمان ، وأصبح رئيسهم يذهب للمجلس بتشريفه ، ويعود بتشريفه ، بالإضافة إلى سيارة BMW ، بمبلغ أكثر من مليون جنيه .. فما المانع أن يتربصوا بالمفتى ، ويشنوا حملة إرهاب ضده لإجباره على تقديم إستقالته .. بالإستعانة بمايسترو التحريض الأول ، وائل الإبراشى وبرنامجه المضلل الذى أطلق عليه إسم خِلف خلاف خَلَف مخلوف ، وهو "الحقيقة" ...
** أما ما يثير الإندهاش ، أن أى أحد من هؤلاء المتنطعين ، لم يعترض على تصريحات رئيس الدولة الفلسطينية ، السيد "محمد عباس أبو مازن" ، عندما ناشد المسلمين والمسيحيين بالذهاب إلى الأماكن المقدسة ، وزيارة المسجد الأقصى ، وقال "إن عدم ذهابهم إلى القدس ، يسمح ويساعد على تقييد القدس" .. وقد هاجم تصريحات "القرضاوى" الذى إدعى فيها حرمة زيارة الأماكن المقدسة .. ولكن يبدو أن "حماس" بدأت تتدخل فى الشأن المصرى ، بالتوافق مع جماعة الإخوان المسلمين ، مع إعلام مغيب ، ومضلل .. شارك الجميع فيه ، فى العزف على تخوين مفتى الجمهورية ، وإتهام الأقباط بالخيانة العظمى ...
** نقول للإبراشى .. كفاكم متاجرة بالقضية الفلسطينية .. فقد كتبتم فى السابق ، وأنت صحفى بمؤسسة روزاليوسف ، مقالات عديدة تحارب منظمة حماس الدموية ، والتى هى الجناح العسكرى للإخوان المسلمين ، والإرهاب المتأسلم ، المتمثل فى كوادر تنظيم القاعدة ، وقد سافرتم أكثر من دولة فى العالم .. ففى لندن إلتقيتم مع "ياسر السرى" ، و"عمر بكير" .. وفى أمريكا تقابلتم مع مفتى الإرهاب "الشيخ عمر عبد الرحمن" ، وصورتم فى أكثر من موقع مع شيوخ التطرف والإرهاب ، والأن تحولتم إلى الدفاع عن هذا التنظيم ، وقد تناسيتم كل جرائمهم ...
** نقول لكم .. كفاكم تضليل وضحك على عقول البسطاء من هذا الشعب المطحون ، بإسم القضية الفلسطينية .. القدس أمامكم .. ومن أراد أن يذهب ليحررها فليذهب .. فالباب مفتوح أمامكم .. ولا تنسوا أن "الجولان" محتلة منذ أكثر من 40 عاما .. ولم يتحدث أحد عن تحريرها .. أما المتاجرة بالمصريين والدفع بهم للمواجهة مع إسرائيل .. حتى أخر جندى مصرى .. فأعتقد أن هذا الزمن العفن قد ولّى ، والسبوبة التى تنقط ذهب قد إنتهت ..
** المصيبة أن هذا المتاجر بالشعارات البراقة .. وهى التخوين ، هو أول من يعلم أن منظمة "حماس" هى صناعة إسرائيلية ، وأن حماس كانت تحصل على أسلحتها من إسرائيل بالطريق المباشر .. فقد أقدموا أشاوس حماس بقتل الرائد المصرى الشهيد "ياسر عيسوى" ، وهم أداة تنفيذ المخططات الإيرانية لنقل الصراع الإسرائيلى الحمساوى إلى حدود مصر ودفع مصر إلى مواجهة مع إسرائيل رغم أنه لا ناقة لنا فيها ولا جمل .. لقد تخيل قادتها المراهقين أنهم يمكنهم العبور إلى جنوب مصر والإستيلاء على أرض سيناء وزرع تنظيم "حماس والقاعدة" فى قلب مصر وكأن الطريق إلى تحرير فلسطين لا يمر إلا عبر مصر وشهدائها ... المتتبع لتفكير حماس سوف يكتشف أنه أمام أيديولوجية إخوانية تؤمن أن فلسطين هى أرض وقف إسلامى وكل ما يقومون به هو التمكين لأن الله سيمكن لهم فى الأرض فهم يمثلون تيارا "إخوانيا – سلفيا – جهاديا – تكفيريا" لا لشئ سوى لتحقيق حلم مريض وأهوج فى إقامة أمارة الظلام والتخلف ...
** أخيرا .. أقول للإبراشى وضيوفه .. إحذروا من ترهيب الأقباط ، أو بث فتاويكم المحرضة فى هذا البرنامج المنبطح للتحريض ضد أقباط مصر ... وأمامكم القدس .. حرروها إذا كنتم تستطيعون ، أو إمتنعوا عن الذهاب إلى المسجد الأقصى كما تشاؤون .. ولكن ليس لكم شأن بزيارة قبر "السيد المسيح" ...
** سؤالنا الأخير للأستاذ "الإبراشى" .. ماذا لو كان المسجد الأقصى يضئ بالنور أثناء ممارسة شعائر الحج .. هل كنتم ستمتنعون ، أم ستذهبون بالملايين كل يوم ... ومع إحترامنا الكامل لتوجيهات قداسة البابا الراحل "البابا شنودة الثالث" .. إلا أننا نقول "المسيح هو الحل" .. وزيارة القدس واجب مقدس ...
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق