اسلامنا برئ من جريمة الأسکندرية/ محمد علي الحسيني

الجريمة الارهابية المروعة التي وقعت قبل أيام في مدينة الاسکندرية بمصر و ذهب من جرائها عدد من الابرياء ظلما و عدوانا، هزت الضمير العالمي برمته لکنها أثارت و بقوة أکبر ضمير العالم الاسلامي و دفعته الى سخط بالغ على النفوس المنحرفة الدنيئة التي اقدمت على إرتکاب هذه الجريمة و تلك الايادي المشبوهة التي وقفت خلفها و غذتها، بل وانها وللمرة الاولى تجد هناك نوعا إستثنائيا من التناغم و الاتفاق في وجهات النظر و المواقف بين الشارعين الشعبي و الرسمي العربيين مما يدل في حد ذاته على أن هناك فعلا على الارض وعي واضح و محدد للإرهاب و محاولاته الرخيصة للتصيد في المياه العکرة.

جريمة الاسکندرية التي خططت لها جهات خارجية وجدت في هز و زعزعة الامنين القومي و الاجتماعي لمصر، نقطة إنطلاق للنيل من الامن و الاستقرار في بلدان الوطن العربي، والنقطة الجديرة جدا بالملاحظة ان تلك الجهات المشبوهة تضع مخططاتها الخبيثة لکل بلد عربي بما يتناسب و اوضاعه و مشاکله و ازماته، وان ترکيزها على مصر بالذات يدل على أن هناك فعلا مخطط کبير قد تم الشروع فيه و تنفيذه بشکل عملي بعد ان وصلت مخططات بائسة أخرى نفذت في بلدان عربية أخرى الى طريق مسدود، ويقينا ان هذه الجريمة الارهابية القذرة جدا والتي حاولت الايادي الآثمة التي إقترفتها أن تلصقها بالاسلام، لم يطرأ على عقولها المريضة و المحکومة بالعقد النفسية ان هذه الجريمة سوف تساهم في المزيد من توعية و فتح الاذهان على حقيقة و واقع الارهاب و دينه و معدنه الأصلي الذي لاعلاقة للدين و لا للإنسانية به من قريب او بعيد، وانه لمن دواعي الغبطة ان يکون هناك في مصر تحديدا موقفا شعبيا و جماهيريا متناغما و متفقا ضد الجريمة و الارهابيين الاوباش الذي إرتکبوها وان هذا الامر بحد ذاته بمثابة رسالة واضحة جدا لکل التيارات الارهابية من أن زمن إستغلال وعي و مواقف الناس البسطاء قد ولى والحمدلله الى غير رجعة.

ان إلقاء نظرة متفحصة على تأريخ الارهاب المعاصر، يبين بوضوح انه قد کان يعيش و ينتعش في أي وسط تکون هنالك زمر ضالة و مضلة تجد في السعي للتصيد في الماء العکر من أجل الوصول الى أهدافها خير وسيلة لبلوغ غاياتها، وهناك في المجتمعات الأوروبية و الآسيوية و الامريکية اللاتينية الکثير من الامثلة الناصعة التي تجسد هذه الحقيقة التي نرمي إليها، فعصابات الکوکس کلان و منظمة بادر ماينهوف و الالوية الحمراء و الجيش الاحمر الياباني کانت للأمس علامات سوداء في التأريخ الانساني ولم تتمکن من الاستمرار لأنها إصطدمت بواقع أکبر و اوسع من ذهنها المريض الضيق، أما اليوم، فنجد هنالك تيارات من النازية و العنصرية الجديدة القديمة والتي بدأت تغزو بلدان الغرب وتدعو لقيم و مبادئ بالية أکل عليها الدهر و شرب بدأت تهيمن على الشارع الغربي بشکل او بآخر بسبب من منظمات إرهابية تتوشح کذبا بالاسلام و الاسلام براء منها وان جهات معروفة بحقدها و کراهيتها للإسلام وجدت فرصتها المناسبة للنيل من الاسلام و تمرير مخططاتها الخبيثة و الاجرامية واننا کمرجعية اسلامية ندعو للمزيد من الوعي و الحيطة و الحذر و تعرية هذه المنظمات و الجماعات الارهابية التي صارت مطية و وسيلة لأعداء الاسلام و الابتعاد عنها کي تنعزل و تتلاشى في نهاية الامر وبنفس الوقت العمل الجدي والسعي بكل الوسائل لمعرفة من يقف خلفهم "وقل أعملوا فسيرى الله عملکم و رسوله و المؤمنون".

*المرجع الإسلامي لشيعة العرب.

CONVERSATION

1 comments:

  1. هذه الخاطرة عن واحد، من أهم ثوابت الخطاب الإسلامي.
    يستخدم الإسلاميون حجة مكررة يظنوها صالحةً بعد كل تفجير او قتل او جلد أو فتوى مجنونة .
    الحجة ببساطة هي:
    "هذا ليس الإسلام الحقيقي".
    هذا من فعل المتشددين. الإسلام ابعد ما يكون عن هذا.... الخ من العبارات الجاهزة التي تبرئ الإسلام من كل ما هو قبيح وتلقيه على عاتق المسلمين!!!
    إذا تحدثت عن الإرهاب وتفجير الحجاج الشيعة بالأحزمة السنية الناسفة أو تفجير المصلين السنة بالعبوات الشيعية شديدة الانفجار، قالوا لك –أو بعضهم - إن هذا ليس من الإسلام الحقيقي.
    إذا تحدثت عن الذبح الشرعي بالسكاكين لمعلمات المدارس الابتدائية للبنات في الجزائر واختطاف الفتيات كجواري لأمراء الفصائل الجهادية ثم قتلهن بعد الحمل وإضافتهن إلى الثلاثمائة ألف قتيل قالوا لك إن هذا ليس الإسلام الحقيقي.
    رجم النساء بإيران (بأحجار شرعية صغيرة لمطاولة العذاب ) وجلد الناس ألاف الجلدات -ولكن بإنسانية وعلى دفعات في الديار المقدسة فيستميتون بالدفاع عنه حيث لا تبديل لحدود الله .
    الجلد هو وسيلة تربوية للأطفال والمرأة وأهل الدار ووسيلة قانونية عند الوهابيين والمؤمنين من حكام السودان.

    إذا عدنا إلى أمثلة اقل تراجيدية وأحيانا كوميدية مثل أحكام الرضاع وبول البعير وقتل الفئران والنقاب بعين واحدة وقتل أصحاب القنوات الفضائية ودعاة الاختلاط وأجملها تحريم الوقود الكحولي على السيارات، يقولون أخطأتم هذا ليس الإسلام الحقيقي.

    وأنا لدي الكثير من الأسئلة:
    أولاً
    1- من أين جاء الفقهاء والشارحون والمفسرون والمفتون؟ هل صدرتهم معاهد فرنسا وثقافة فولتير لمصر المحروسة؟ هل درسوا على أيادي أساتذة موسكو وكمبردج ثم عادوا الى الحرم المكي؟ أليس كلهم من كبار الفقهاء والعلماء ورثة الأنبياء والمشايخ وآيات الله بل ويصرون على إضافة لقب فضيلة الدكتور على أسمائهم الكريمة ؟ الم تضع حكوماتنا تحت تصرفهم أموال الفقراء وبنت لهم الجامعات وأعطتهم المنح وقاعات المحاضرات لدراسة وتدريس القران والبخاري ومسلم والتفاسير وتفاسير التفاسير وشرح التفاسير واختصار شرح التفاسير؟
    كيف نفهم القول أنهم لا يمثلون الإسلام الحقيقي؟

    ثانياً
    2- حسنا ، لنحاول نحن ممارسة هذا الإسلام الحقيقي . هل تدعونا أحرار في ما نفهم منه وما نفعل؟ ألن تخرجوا علينا بالتكفير وإقامة الحدود ودرء الفساد؟
    كيف يرد اليوم كهنتكم من علماء الأزهر الأفاضل على عالم الكيمياء احمد زويل؟ انه قد تجرأ على إنكار ما هو معلوم من الدين بالضرورة إذ طالب أن لا يفتي رجال الدين في العلوم! أتمنى أن لا يكون السيد زويل بمصر وان لا يصيبه ما أصاب محفوظ وفودة وابوزيد.

    خلاصة مهمة:
    إن فهمنا الإسلام كما شئنا كفرتمونا. وان ظهر أن فقهاءكم لا يفقهون، قلتم هؤلاء لا يمثلون الإسلام الحقيقي .
    ثالثاً
    3- تقولون إن مظاهر التخلف والفقر والجهل وانتشار الخرافة ...لا تعود إلى الإسلام.
    لماذا كانت مصر حتى الثمانينات.... مصدر الفكر والفن والثقافة لكل الناطقين بالعربية؟
    هذه الدولة التي دخلت بها أول مطبعة عربية. وبنيت بها دار للأوبرا قبل كثير من عواصم أوربا وفي مطلع القرن الماضي ظهر بها –طه حسين- من يطبق المنهج العقلاني لقراءة القرآن ....و .و..و..
    هذه الدولة التي ما أن غزاها الفكر الوهابي مع البترودولار حتى أصبحت.... مسخرة... مهزأة... تبيع بول البعير وتصدر فتاوى إرضاع الكبير وتحفظ طلاب أزهرها أحكام الرق وتنشر قنواتها وصحفها الرسمية إعجازات الزغلول من غمس الذبابة إلى انشقاق القمر الى وجبة التين والزيتون الى فوائد الصوم الصحية الى رؤية الديك للملائكة بالأشعة فوق البنفسجية والحمار للشياطين بالأشعة تحت الحمراء....
    ما الذي تغير في هذا الشعب – المصري - الطيب المسالم النبيل المتحضر سليل اعرق حضارة في تاريخ الإنسانية وبلا منازع ليتحول إلى مُصَدٍّر للظواهري وعطا ومنتج لقتلة السياح الألمان ونثر أشلاء التلميذة السائحة الفرنسية...؟ هل ترون شيئا آخر غير ما يسمى بالصحوة الإسلامية الممولة سعوديا والمؤدلجة إخوانيا؟

    أين هو هذا الإسلام الحقيقي الذي تقولون انه بريء من كل هؤلاء؟ منين اجيبه
    أخيرا تقولون عودوا الى القرآن!
    على بركة الله.... لنعد الى القران.... ماذا تفعلون بنا اذا قلنا:
    "إن أحكام الرجم والجلد وتعدد الزوجات وملكات اليمين والولاية على المرأة وفكر البراء والولاء والجهاد وأحكام قتل النساء والأطفال لدى التمترس .... هي أحكام إن صلحت

    ردحذف