فلترفع الكنيسة يدها عن الأقباط/ مجدى نجيب وهبة

مصر كلها يدا واحدة ضد الإرهاب والفساد

** لم أجد سببا واحدا أو مبرر لتنطلق التحذيرات من الكنائس الأرثوذكسية للمطالبة بعدم المشاركة فى أى مظاهرات أو إحتجاجات تنظمها بعض الجماعات والمنظمات التى وصفها نيافة الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة بأصحاب المصالح الشخصية ... ونتساءل هل من الصائب كلما خرج شعب مصر للتنديد ضد الظلم والفساد أن تطالب الكنيسة بتعليق لافتة على صدورهم "إحذروا التعبير والمشاركة" .. ألا يعتبر هذا النداء الذى أطلقته الكنائس هو تزكية لروح التمييز بين أبناء الوطن الواحد .. ألا يدفع نداء الكنيسة بعدم الخروج للتظاهر أن نجد الأزهر يطالب المسلمين بعدم خروجهم للتظاهر مع الأقباط فى الأحداث التى يتعرضون لها من قلة مأجورة من السفلة والإرهابيين ... ألا تدعم هذه النداءات شق صف الوحدة الوطنية بين الأقباط والمسلمين .. ألا تدعم هذه النداءات تقوقع الأقباط بعيدا عن الحياة السياسية فى المجتمع وخوفهم من مواجهة المشاكل وإحتمائهم بأسوار الكنيسة عند إندلاع أى أحداث ... إن هذه النداءات التى تنطلق من الكنائس لحث الأقباط بعدم المشاركة هى تدعيما لفكرة الأقليات الدينية ومن ثم الإحساس بالغربة عن الوطن .
** ألا ترون أن ترفع الكنيسة وصايتها على أقباط مصر ، بل وكل من يزعم أنه يتكلم بإسم الأقباط فأقباط مصر ومسلميها هم جسد وروح واحدة لا يفرقها إلا الموت وهم قادرون على مواجهة زباينة النظام وأشاوسة الداخلية .. نعم أقباط مصر ومسلميها هم مصريون ليسوا عنصرين بل عنصر واحد تبحر بهم سفينة واحدة إذا هزتها الريح ستغرق بمن فيها ... نعم أبناء مصر كلهم يدا واحدة ضد السفلة والإرهابيين وضد الظلم وضد شيوخ ودعاة الفتنة نصابين الجوامع والزوايا أمثال سليم العوا ومحمد عمارة وزغلول النجار ومصطفى الشكعة والقرضاوى والمئات والألاف من الدعاة السلفيين والوهابيين والكتاب المتطرفين ... نعم أبناء مصر سيظلوا يدا واحدة ضد وقاحة السلفيين ودموية الحمساويين وإرهاب القاعدة والأنظمة الحاضنة لكل هؤلاء السفلة ، بل وضد النظام الأمريكى الراعى الرسمى لكل هؤلاء الإرهابيين ...
** لقد إنطلق الشعب المصرى خرج بجميع فئاته وأعماره فى "يوم الغضب" 25 يناير بعد أن نفذ صبرهم .. خرج أبناء مصر فى مظاهرات صاخبة لتحيل عيد الشرطة إلى "يوم الغضب" للمطالبة بحقوقهم الضائعة منذ أكثر من 30 عاما وسوء الأوضاع الإقتصادية والسياسية .. نعم خرج شعب مصر الواحد لتوجيه رسالة شديدة الغضب إلى الدولة والنظام إحتجاجا على تردى الأوضاع الأمنية وتزايد معدل الفقر والبطالة .. نعم خرج شعب مصر الحقيقى وهم يصرخون للخلاص من الحكم الباطل ومن عصابات السطو على أموال الشعب ومصاصى الدماء ..
** كانت الصورة رائعة ومبهرة ، قدم شعب وشباب مصر الواعد ضوء الأمل التى إندلعت من كهوف الظلام .. خرجو جميعا حاملين المصابيح والشموع .. إنها رسالة للعالم ، فإن مصر ستظل قوية شامخة بأبنائها ومهما طال الظلم والفساد فهم إلى الزوال ولن يبقى إلا الوطن .
** خرج الجميع وهم يهتفون "بالروح بالدم نفديك ياوطن" .. لم تكن هناك لافتة واحدة للتمييز الدينى .. لم نرى من يقول الإسلام هو الحل ولم نرى من يقول المسيحية هى الحل ، بل سمعنا هتافات مدوية إنطلقت إلى عنان السماء تهتف بالروح بالدم نفديك يامصر ..
** لقد أحسست بالخجل من نفسى وأنا أعيد قراءة بيان الكنيسة التى حرصت على نقله إلى جميع الكنائس باملحافظات بالحرص على عدم التظاهر .. خرج المواطن المطحون من الضرائب ومن المعيشة ومن البطالة ومن الفساد الحاكم ومن الظلم فى الأقسام ومن جبروت الأحياء .. شاهدنا مصرى يصرخ "زوجته مصابة بفيروس الكبد وأحد أبنائه خريج الجامعة لا يجد عمل ولا قوت يومه .. كيف يعيش" ، خرج مواطن أخر وشاهدناه على أحد القنوات الفضائية وهو يصرخ كيف أعيش وأتقاضى 500 جنيه مرتب وأدفع إيجار 400 جنيه ، أعيش بـ 100 جنيه أنا وأسرتى طيب حد يقول أعيش إزاى .. وللمعلومة 400 جنيه هو أقل نسبة إيجار بعد تعديل قانون الإيجارات !! والفقراء يمتنعون .
** خرج المصريون وهم يهتفون "عيش .. حرية .. كرامة .. إنسانية" لم نجد فى هذه الألاف صوت حمساوى مدسوس أو إرهابى مأجور أو إخوانى دسيس ، بل وجدنا مصر بكل جوارحها وعذابها وجدنا مصر بكل شموخها وإعتزازها .. وجدنا مصر بكل كبريائها وعظمتها .. وجدنا شعب يهتف "إصحى ياشعب .. على .. وعلى .. وعلى الصوت ، اللى هايهتف مش هايموت" ... خرج الشعب المصرى وهم يهتفون "ِشعب حضارة ومجد سنين ، مش هانطاطى ليوم الدين" ... خرج المصريون وهم يرددون "يامبارك يامبارك الطيارة فى إنتظارك ، ورغم الهتافات حرص المتظاهرين على سلامة أفراد الشرطة وسلامة المرافق وسلامة مصر قبل الجميع ..
** لقد وجدت الجريمة البشعة التى حدثت فى كنيسة القديسين بين المصريين جميعا ، هبوا جميعا لإستنكار الجريمة والدفاع عن الوحدة الوطنية وكرامة شعبها .. لقد تحولت الجريمة الخسيسة والتى نفذها بعض الإرهابيين الملوثين والملطخين نفوسهم وأياديهم بالدماء بالتعاون مع عصابة حماس الإرهابية إلى نقطة إنطلاق جديدة لإظهار روح التوحد حول الوطن .... نعم رب ضارة نافعة لأننا سوف نعيد تقييم علاقتنا مع عصابات حماس وشركاؤها ... ربما كنا فى حاجة إلى مثل هذه الصدمة للإفاقة من تخدير شعارات حمقاء وزائفة وهى علاقتنا بالأشقاء ، فالإعتداءات الأخيرة البشعة التى تعرض لها الأقباط أثناء خروجهم من صلاة قداس رأس السنة الميلادية وأودى بحياة 24 شهيد وأكثر من 80 مصاب ثم أعقبها حادث سمالوط وهو بيد أحد أفراد الأمن المصرى والأحداث العديدة السابقة يعيد إلى الأذهان عصور الهمجية قبل نشأة الدول الحديثة عندما تغير جماعة من البربر وقطاع الطرق على مواطنين مسالمين فتقتل وتحرق وتسرق ..
** هل يعقل ونحن فى القرن الواحد والشعرون أن تبتلى مصر بمن يطلقون على أنفسهم الإسلام السلفى .. مجموعة إرهابيين تتسلل إلى المجتمع فى صمت مثل الأفاعى ، بدأوا بالتسلل لمغازلة النظام السياسى والنظام الأمنى وهو ما جعل الدولة تسمح لهم بالعمل وتصاعد تيارهم ليهاجموا الإخوان المسلمين ، فمبدأ السلفيين هو رفضهم التدخل فى السياسة فهم كما يزعمون أنهم يدينون بمذهب واحد هو "الحنبلى" الذى لا يؤمن بالمشاركة السياسية بل يكفرون كل من يشارك فى الإنتخابات ويرفضون تكوين الأحزاب والبرلمانات ويرون أن حق التشريع غير ممنوح لأحد من الخلق ويكفرون الإستفتاء لأن تطبيق الشريعة من إختيارات البشر ..
** إنهم فئة ضالة يعتبرون الديمقراطية كفرا وأخرون يرونها شرا لا بد منه حتى هام بهم النظام فهم عكس الإخوان ، فالإخوان يسعون إلى الحكم وهم ضد الحاكم وضد النظام ويسعون لبرلمان مجلس الشعب ... هكذا لعب النظام مع الإثنين فقد أطلق السلفيين من السجون وأعطاهم إمتيازات تفوق أى جماعة إسلامية ولم يدرك النظام أنه يأتمن للحيات والأفاعى وهو ما جعلهم يتوغلون أكثر وأكثر فى المجتمع ليطالبوا بإقتحام المستقبل السياسى لمصر وللإعلان عن قوتهم حتى تحافظ على وضعهم فى الإعتبار وهم إمتداد مباشر للمدرسة الوهابية السعودية وهى تكتسى صبغة جهادية وإرهابية فى بعض البلاد مثل العراق والكويت ، أما فى مصر فقد توغل السلفيين كالفئران للتأثير على الناس فى التجارة ومن خلال المساحة الإجتماعية الدعوية حيث يطلق السلفى لحية دونما تهذيب ويرتدى جلبابا أبيض ..
** نعم تركهم النظام يتوغلون فى المجتمع .. لقد حرسهم النظام ولواءات الشرطة وهم يخرجون من الجوامع السلفية بمصر وجامع القائد بالأسكندرية ليهتفوا بسفالة ووقاحة ضد الأقباط والكنيسة والبابا بعد فتوى الشيخ الإمام مفتى الديار سليم العوا بإتهامه الكنيسة بحبس المدعوة كاميليا شحاتة والتنصير الإجبارى للمسلمات بالأديرة ...
** خرج هؤلاء السفلة فى حراسة الشرطة فهل يعقل ونحن فى القرن الواحد والعشرون أن تخرج هذه المظاهرات السافلة والمنحظة لتوجيه السباب للكنيسة والتهديد بحرقها وقتل كل الكفار وطبعا من هم الكفار فى نظر هؤلاء المخرفون الدمويين إلا الأقباط ..!! ، وكانت النتيجة الطبيعية هو إمتداد الإرهاب الحمساوى ليتقابل مع الإرهاب السلفى عبر أنفاق رفح مرورا بالأرض الطاهرة سيناء ،، هذه الأرض التى لوثتها أقدام هؤلاء السفلة والإرهابيين بينما الدولة المسئولة عن حمايتنا وكنائسنا تقف متفرجة وصامتة وأحيانا مشاركة ، وشاركهم بعض الأقلام الإرهابية فى صحف مصرية قومية وحزبية ومعارضة للطعن فى الأقباط والتمهيد للسلفيين والحمساويين مطاريد الجبال والكهوف ..
** لقد خرج شعب مصر ليهتف ضد كل هؤلاء .. خرج شعب مصر بكل فئاته وهو يحذر السفلة والإرهابيين الذين يتمسحون بالإسلام ويطبقون شرائعهم المتخلفة والإرهابية .. خرج الشعب ليقول لكل هؤلاء نحن سنقف لكم أيها الكلاب فلن تضيع قطرة دماء واحدة لمواطن مصرى شريف يعيش على هذه الأرض الطاهرة .. سنطاردكم أيها الأفاعى والحيات بل سندوسكم تحت أقدامنا فليس لكم مكان بيننا .. إذهبوا إلى جبال تورا بورا لتمارسوا إرهابكم .. إذهبوا إلى جبال طالبان وكهوف بن لادن للعلاج ببول الإبل والجحامة .. إذهبوا إلى غير رجعة إلى ظلام الكهوف لتتعايشوا مع وطاويط الظلام .. فمصر خرجت إلى النور ولن تعود إلى كهوف الظلمة والخوف .. حمى الله شعيك يامصر وحافظ على أبنائك من كل السفلة والإرهابيين .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق