أقيلوا هذا الوزير .. وحاكموا شيوخ الإرهاب قبل إحتراق الوطن/ مجدى نجيب وهبة


** ما الذى يمكن أن يحصده عام جديد يبدأ ساعاته الأولى بأحداث خسيسة إرهابية ، لا يقرها عقل ولا دين ولا منطق ... ما الذى يمكن أن يحصده عام جديد وقد تمزقت أجساد 27 مواطن مسيحى وتحولت إلى أشلاء وقطع لحمية متناثرة ، فى منظر دموى مرعب بشع لم يحدث فى مصر منذ 50 عاما ، بخلاف ثمانون مصاب بل وأكثر ...
** لقد تحولت الصلاة على جثامين الشهداء إلى ثورة غاضبة وصدور مملوءة بالغضب .. إنطلقت الحناجر وهى تصرخ إلى السماء "بالروح بالدم نفديك ياصليب" .. لتصرخ "كيرياليسون .. كيرياليسون يارب إرحم" .. إنطلقت دموع المصلين وتساقطت كنيران ملتهبة .. إنطلقت الحناجر وهى تدين هذا العمل الإجرامى الخسيس الإرهابى ، وكلما حمل المشيعين صندوق أحد الشهداء للصلاة عليه داخل الكنيسة .. فى هذه اللحظة تنطلق الهتافات والزغاريد والتصفيق للشهيد البطل عريس السمماء أو عروس السماء وهى ترتدى أزهى ملابس العرس ليقابلوا رب المجد وأكاليل الشهادة فوق رؤوسهم .. نعم صورة جسدتها جموع المصلين بكنيسة القديسين بسيدى بشر تعجز الأقلام عن وصفها ...
** إنطلقوا فى صورة رائعة أبناء مصر أقباطا ومسلمين فى الأسكندرية وفى مصر فى لوحة رائعة لتعبر عن أصالة هذا الشعب العظيم .. لتعبر عن الإلتحام الرائع لهذا الشعب البسيط .. خرج الألاف فى منطقة شبرا وهى الأكثر مناطق إلتحاما بين الأقباط والمسلمين وهم يرددون "تحيا مصر .. تحيا مصر" .. "إوعى يامصرى تخون أفكارك .. قتل القبطى عارى وعارك" .. "أه ياحكومة كلام فى كلام .. فين الأمن وفين الرجال" ... وهتف الجميع أقباطا ومسلمين "عهد علينا ياشهيد .. السنة دى حرام العيد" ... "إبكى إبكى يابهية .. على شهداء إسكندرية" ، كما إنطلقت المظاهرات فى ميدان رمسيس ، كما خرجت نقابة المحامين فى وقفة رائعة تدين هذا الحادث الإرهابى ...
** نعم هذه هى مصر العظيمة .. مصر الشامخة بأبنائها ، نعم هذه هى مصر التى إن هبت ضد الظلم والإرهاب فلن يقف فى طريقها حاكم طاغى أو إرهابى سافل ...
** لقد خرج علينا بيان الداخلية بإتهام القاعدة ليؤكد إننا مازلنا نبحث عن الفاعل فى كوكب أخر ، كما أشار البيان أن منفذ الحادث إنتحارى بتخطيط خارجى ، أما العبوة المستخدمة فى التفجير محلية الصنع وتحتوى على صواميل ورولمان بلى لإحداث أكبر إصابات ممكنة ... نعم خرج البيان من الداخلية لتدين تنظيم القاعدة لنظل نبحث عن أطياف ما تسمى بالقاعدة ، والحقيقة أنه تنظيم داخل مصر ويعمل منذ عشرات السنين ويتجاهله الجميع النظام والأمن .. إنه تنظيم الفتاوى والكراهية والسفالة منذ أربعين عاما والتى إنتشرت على جميع أرجاء المحروسة ...
** لقد تركت الدولة الحبل على الغارب لهؤلاء المتطرفين وهم يعتقدون أنهم فى منأى عن المحاسبة ومعظمهم من "جبهة علماء الأزهر" ... لقد تناسى السادة المسئولين عن النظام والأمن حوادث الإعتداءات المتكررة فى الماضى القريب على الكنائس فى محافظة الأسكندرية التى تحولت من عروس البحر الأبيض إلى شبح للإرهاب ووكر لمصاصى الدماء ، وعلى سبيل التذكرة للأحداث الإرهابية :
• فى نهاية أسبوع الألام 14 إبريل 2006 إقتحم شاب فى الخامسة والعشرين من عمره ، كنيسة مارجرجس فى الحضرة القبلية وأصاب ثلاث مصلين ثم خرج ، وترددت بعد ذلك أنباء عن هجوم مماثل على ثلاثة كنائس أخرى تقع فى دائرة قطرها 15 كم ، وتضاربت أقوال الشهود وقتها فقال بعضهم أنه هو نفسه الشخص الذى نفذ هجوم كنيسة الحضرة ، وقال البعض الأخر أنه كان بصحبة أشخاص أخرين يستخدمون فى تنقلاتهم سيارة صغيرة بدون لوحات معدنية ، وحينما إعترضه عسكرى الأمن وهو يحمل سكينة سأله رايح فين يابنى ؟!! ، رد عليه "سيبنى ياعم محمد أموّت 10 أو 20 من الكفرة دول ، وتركه الحارس وقال له "وأنا مالى" ، ثم غادر بوابة الكنيسة المكلف بحراستها وإتجه ناحية الترام ، وكان أحدهم ملتحى وإسمه "حودة كفتة" ، وقد أصاب مواطن مسيحى إسمه حنا ومعه ثلاثة أخرين وبعد تنفيذ الجريمة إتصل أحد شباب الكنيسة بالنجدة وحضر عقيد شرطة ومعه ضباط كثيرين وكان "حودة كفتة" يجلس بالمقهى المقابل للكنيسة فى تحدى سافر للأمن وللدولة وللأقباط ، وللأسف بعد القبض عليه خرج تقرير الطب الشرعى بأن المتهم "مختل عقليا" ، وأغلق الملف ولم يكلف مدير الأمن رجاله بالبحث عن شركاء كفتة وصرخوا الأقباط وذهب صراخهم مهب الريح !!!.
• فى أكتوبر 2006 حدثت إعتداءات أخرى متكررة على كنيسة مارمرقس فى محرم بك فى أحد أيام "الجمع" بعد خطبة نارية من خطيب المسجد وعلى كنيسة أبو سيفين فى منطقة "بامبروزو" ولم يقبض على أحد .
• فى يونيو 2007 إعتدى الغوغاء على كنائس فى القبارى بالأسكندرية "أبو سيفين" ، والسيدة العذراء والقديسة دميانة ، وقد بدأت الأزمة إشتعالا بسبب مشاجرة عادية فى منطقة زاوية عبد القادر ، تحولت إلى إعتداء إرهابى من المسلمين ضد الأقباط بالأسلحة البيضاء ومية النار وقام الإرهابيين والبلطجية بإلقاء زجاجات المولوتوف وقد بدأت الأزمة بزعم تعرض فتاة مسلمة للتحرش من جانب شاب مسيحى .. قصة تحدث فى أى بقعة فى العالم ، ولكن الإرهاب يبحث دائما عن شماعة للهجوم على الكنائس وممتلكات الأقباط بزعم إحتقانهم وطبعا مع تراخى أمنى حاد !! ... وهو ما حدث بالفعل فقد إشتعل الموقف بين المسلمين والمسيحيين وتم تدمير المحلات المملوكة للأقباط ، بل أن ما يثير الغضب والدهشة والإشمئزاز هو إعتقال 11 مسيحيا وتركوا الغوغاء يحرقون الكنائس !! .
** إذن فمن المجرم ومن المدان .. ألم يكن الأمن هو المجرم الأول فى هذه الأحداث الإرهابية ، وبعد ذلك نقول ونصرخ أن وراء هذه الأعمال الدنيئة تنظيم القاعدة ...
** إن هذا العمل الإجرامى رغم خطورته لا ينفى حقيقة هامة جدا ، هذه الحقيقة تعلن عن نفسها هى أنه فى لحظات معينة يكون الشارع قابلا للإنفجار فى ثانية ولأتفه الأسباب ... لقد تركت الدولة والأمن السفلة والإرهابيين من أئمة وشيوخ الجوامع يبثون سمومهم وأفكارهم وكراهيتهم عبر الجوامع والزوايا والفضائيات والصحف الإخوانجية دون حساب أو عقاب وهو الشحن المستمر الذى أدى إلى هذه الحوادث الإجرامية !! .
** فى إندلاع أحداث عديدة مثل ما حدث فى مركز العياط ، ترك الأمن الصبية والمتخلفين يعلقون اللافتات الخشبية زرقاء اللون على الحائط المجاور لمبنى إدارى لكنيسة العياط كتب عليها بخط أبيض مستفز "يامحب رسول الله لا تهادن فى تكبيرة الإحرام" .. فما علاقة المسيحيين بتكبيرة الإحرام عندهم وهل إزدحمت حوائط المدينة القذرة حتى دفعت بـ "المطوعين الجدد إلى تعليق لافتاتهم الساذجة على الحائط التابع للكنيسة فى محاولة لتوصيل رسالة بإهداء الفاسدين من أصحاب الديانات الأخرى" .. وللأسف تقدم بعض الإخوة المسيحيين ببلاغات إلى مركز شرطة العياط فلم يستجيب لهم أحد ، ولكن السؤال ماذا لو قام مسيحى وعلق أية من الإنجيل على حائط مسجد ... الإجابة معروفة ...
** فى أواخر شهر نوفمبر 2008 قررت الداخلية الإفراج عن مجموعة إرهابية من الجهاديين رغم رفضهم ما أطلقت عليه الدولة التوقيع على مبادرة وقف العنف ووثيقة ترشيد الجهاد التى أصدرها مفتى الجهاد الدكتور فضل ..
** فى أغسطس 2008 أصدرت نقابة الأطباء قرار بعدم السماح بنقل الأعضاء عن طريق التبرع بين المسلمين والمسيحيين وقد وقع القرار السيد نقيب الأطباء د.حمدى السيد وقد برر النقيب قراره بزعم الحد من تجارة الأعضاء ..
** فى مدرسة العياط الثانوية فرضت إدارة المدرسة الحجاب على الطالبات المسيحيات وإن لم ترتدى الطالبة الحجاب أو تضع إيشارب يخفى شعرها تقوم المشرفة بضربها على الأيدى وأحيانا الأرجل ..
** هل تناست الدولة كل هذه التعبئة للعامة ، كل هذه الظواهر ثم يخرج بيان هزيل من الداخلية بأن وراء هذا العمل الإجرامى تنظيم القاعدة ... ألا تعرف الداخلية أن كل هؤلاء هم أعضاء فى تنظيم القاعدة .. هل تناست الدولة والأمن كل هذه الظواهر وتركت ألاف السفلة والأفاعى بوجوههم وأسنانهم المفترسة ودقونهم المخيفة وهم يهتفون أمام الجوامع بالقاهرة والأسكندرية ضد الكنيسة والأقباط والبابا ووصفهم بالكفرة ، وعبارات السباب بالشارع أمام المارة وضد الأقباط ، وتتم هذه الظاهرة بأكثر من مرة بأعداد غفيرة من المصلين وللأسف يتم كل ذلك أمام العامة من الناس وبشرعية من الأمن حيث يقوم الأمن بحراستهم بزعم عدم خروجهم إلى الشوارع والإعتداء على الكنائس ، ثم يزعمون أنهم يطالبون بكاميليا شحاتة والمحبوسة فى الأديرة ؟!! .. ألا يعطى هذا المنظر إيحاء لرجل الشارع بموافقة الدولة على هذه البذاءات ..
** لقد صمت الأمن على كل هذه البذاءات والسفالة ، ثم تعود وتبحث عن منفذى هذه الجريمة البشعة "ليلة رأس السنة الميلادية" ... نعم خرج الأقباط والمسلمين فى ثورة عارمة منددين ومستنكرين ومتساءلين من المجرم .. من السافل .. من الإرهابى ، بينما الإرهابى يعيش بيننا ويشاهد نتاج أفعاله ، فلغة شيوخ الجوامع والزوايا هم الوقود الرئيسي لهذه الأحداث الإجرامية ..
** لقد تناست الدولة دور د. زغلول النجار فى إشعال فتيل التطرف وتوجيه سمومه للأقباط وللأسف لم يدينه أحد ولم يقبض عليه رغم إعلانه السافر على توجيه الإهانة والإساءة للدين المسيحى ولمشاعر الأقباط بسبب تصريحاته والمنشورة بجريدة صوت الأمة ، قال النجار "إن الإنجيل الذى بين أيدينا الأن ليس هو الكتاب المقدس واصفا إياه بالصناعة البشرية مؤكدا أن الإنجيل الموجود حاليا تم تحريفه ، فلماذا ترك هذا المتطرف الأحمق حر طليق ليبث سمومه فى المسلمين ، ألم يكن هو أحد أسباب هذا الفعل الإجرامى !! .
** لقد تناست الدولة ومشيخة الأزهر دور الدكتور مصطفى الشكعة فى نفس الجريدة وهو يطالب الدولة بمنع إصدار تراخيص بناء الكنائس متهما الأقباط بأنهم يريدون إنشاء دولة قبطية لتحويل مصر بوجهها الإسلامى المشرق إلى وجه قبطى غير مشرق .. على حد قوله واصفا الصليب وأجراس الكنائس بالعبث وأنها تثير مشاعر المسلمين ، فهل بعد هذه التصريحات مازلنا نبحث عن منفذى هذه التفجيرات الإرهابية .
** هل تناست الدولة ومشيخة الأزهر تصريحات الداعية عمر عبد الكافى عندما حرض المسلمين بعدم مصافحة الأقباط ومقولته الشهيرة "إذا قابلت واحد مسيحى فقول له وشك أصفر كده ليه ياعكر" .
** هل تناست الدولة هجوم عبد المنعم عمارة فى الفضائيات على صدر جريدة الأخبار وهو يصف الكتاب المقدس بالمكدس ، ولم يحاسبه أحد ، بل أن بعض الشخصيات القبطية قاموا بتقديم الشكوى إلى الأزهر الشريف لردع هؤلاء ولكن للأسف لم يرد الأزهر على أى شكوى .
** لقد تركت الدولة د. سليم العوا وهو يصول ويجول بين الفضائيات وقناة الجزيرة القطرية وهو يطعن فى البابا والكنيسة والأقباط ويحرض المسلمين على الأديرة والكنائس فماذا تتوقعون ؟!! .
** لقد تركت الدولة كاتب إرهابى ومستفز إسمه عبد الناصر سلامة ليسب الكنيسة والبابا ويحرض الدولة عليهم ، وذلك فى جريدة رسمية ولم يعتذر رئيس تحرير الأهرام بل قدم وصلة مديح فى قداسة البابا وبرر عمود الكاتب بخوفه على الوطن ..
** ألا يعتبروا كل هؤلاء هم المنفذون لهذا العمل الإجرامى فهل تنتبه الدولة وتعيد حساباتها وتشرع قوانينها التى يستغلها بعض القضاة فى عدم صدور أحكام رادعة ضد العمليات الإرهابية التى تنفذ وتخطط ضد أقباط مصر ...
** نقول أخيرا للدولة .. إضربوا بيد من حديد على كل هؤلاء إذا كنتم تبغون سلامة الوطن .. لقد سبق أن أقيل السيد الرئيس وزير الداخلية حسن الألفى عقب المجزرة البشعة فى أحداث الدير البحرى عام 1997 بمدينة الأقصر وتم التمثيل بحثث 66 سائحا ، وقيل عنه أنه أسوأ وزير داخلية ، ثم أقيل السيد الوزير عبد الحليم موسى عقب جلسات المصاطب بينه وبين الإخوان ، وكانوا يطلقون عليه شيخ العرب ، بعد أن كشفت هذه اللقاءات مجلة روزاليوسف ، فهل أن الأوان لوقفة حاسمة من القائد لهذا التسيب الأمنى من قبل وزارة الداخلية ... نحن فى الإنتظار .

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق