القداسة تخريب للدين/ ممدوح أحمد فؤاد حسين

ينظر أتباع جميع الأديان إلى رجال الدين وعلمائهم نظرتين:
الأولى: أنهم مقدسون، لهم علاقة خاصة بالله، لا يخطئون أبدا لذلك فإن طاعتهم المطلقة واجبة.
والثانية: أنهم بشر مثل جميع البشر، يصيبون ويخطئون, فيهم الصالح والطالح, غاية ما يقال في حقهم أن حسناتهم تغلب سيئاتهم،وأفضالهم تغلب نقائصهم، ولذلك فإن طاعتهم مقيدة بطاعتهم لله ورسله.
ولنعرف كيف يضر أصحاب النظرة الأولى بالدين نفسه أكتفي بإلقاء الضوء على خبرين فقط:
قناة الرجاء تعترف بأهتزاز عقيدة الأقباط الأرثوذكس:
تحت عنوان(ضرب صور البابا بالأحذية يشعل الغضب القبطي) نشر موقع جريدة البشاير الإلكترونية على الرابط التالي :
((في تغطيتها لمظاهرات المسلمين بمسجد القائد إبراهيم بالإسكندرية أمس اعترفت قناة( الرجاء) التي يرأسها القمص مرقص عزيز-الأب يوتا- إن ما قام به المتظاهرون المسلمون من ضرب صور البابا شنودة الثالث بالحذاء هز عقيدة الأقباط الأرثوذكس.
وأستقبلت القناة اتصالات من عدد كبير من الأقباط الذين عبروا عن صدمتهم وإحباطهم من مشهد ضرب صور البابا شنودة بالحذاء ، بينما اعترف المذيع ان هذا المشهد هز عقيدة الأقباط في مصر الذين كانوا يعتقدون لوقت طويل ان البابا شنودة يتمتع بعلاقة خاصة بالإله.))
كيف تهتز عقيدة الأرثوذكس من مجرد مظاهرة ولو تم فيها ضرب صور البابا بالأحذية؟!! لقد تعرض الأنبياء والرسل لكافة أنواع الإيذاء ووصل إلى حد قتل بعضهم والتآمر على قتل البعض الآخر وما اهتزت عقيدتهم ولا عقيدة أتباعهم، فهل علاقة البابا بالإله أقوي وأمتن من علاقة الأنبياء والرسل؟!!!
مطلوب من القمص مرقص عزيز – الأب يوتا – أن يفسر لنا العلاقة الخاصة التي يزعم أنها تربط البابا بالإله!! ومطلوب أيضا أن يوضح لنا لماذا اهتزت عقيدتهم بسبب هذه المظاهرة.. الذي يعرفه كل مؤمن بالله أن الذي تهتز عقيدته لأي سبب من الأسباب إما أن يكون صاحب عقيدة فاسدة، أو ضعيف الإيمان بهذه العقيدة.. فأي السببين كان سبب اهتزاز عقيدتهم؟
الإجابة لدي القمص مرقص عزيز فسألوه.
إضحك كركر .. ممنوع تفكر :
أقر معي ما نشر بالمصري اليوم بتاريخ 22/10/2010 علي الرابط التالي :
((وردا على سؤال من أحد الحضور للعظة حول إمكانية استخدام الملاعق البلاستيكية بدلا من المعدنية للتناول بما يتيح استخدامها مرة واحدة، للمساعدة على عدم نقل الأمراض نتيجة تكرار استخدام الملعقة المعدنية من شخص لآخر، قال البابا: «هذا الكلام خطية كبيرة، أسرار الكنيسة تشفى من الأمراض، ولا يصح أن نقول إنها تنقلها».
..... وأعلن البابا فى نهاية العظة سفره إلى أمريكا فى رحلة علاجية دورية، ......)).
إذا كان استخدام الملاعق البلاستيكية خطية كبيرة فماذا يكون سفر البابا إلي أمريكا في رحلة علاجية دورية ؟
إذا كانت أسرار الكنيسة تشفي الأمراض فلماذا لا يأخذ البابا ملعقة حتى يشفى ولا يذهب إلى أمريكا .. فليأخذ مغرفة بدلا من المعلقة لكبر سنه !!!!
إذا كانت أسرار الكنيسة تشفى فلماذا لا تغلق الكنيسة المستشفي القبطي والمراكز العلاجية الملحقة بالكثير من الكنائس والأديرة ؟!!! فهذا يوفر لها وللدولة مليارات تصرفها سنويا علي العلاج؟
والأهم من ذلك كيف وقع البابا في هذا التناقض الساذج؟ وما تأثير ذلك علي الدين نفسه؟
أي طفل صغير من أتباع الكنيسة يستطيع أن يلحظ هذا التناقض، وبديهي أن التناقض يتنافي مع القداسة، وبذلك تسقط قداسة رجل الدين في عقله وقلبه ووجدانه حتى وإن تردد أو كابر في التصريح بذلك لأي سبب من الأسباب.
ومن طبيعة الدين أنه يشتمل على مجموعة من المقدسات وهي أشبه بالمسبحة إذا أنفك عقدها تساقطت جميع حباتها، وهكذا يضيع الدين – أي دين – بسبب إلصاق به ما ليس منه في شئ.
الدولة وإعلامها شريكان في تقديس البابا:
في مقال (القداسة تخريب للوطن والمواطنة) حملت الدولة وإعلامها مسئولية تقديس البابا, وخير مثال على ذلك خبر المصري اليوم المشار إليه سابقا، فقد مر مرور الكرام، وأعتبر كلامه مصدقا به!! على عكس الحملات الإعلامية والقرارات السيادية للدولة في مواجهة أخطاء أو ما ترى أنها أخطاء من رجال الدين الإسلامي؟
تخيلوا معي أن البابا شنودة كان شيخا للأزهر وليس بابا للكنيسة... ماذا كانت ستفعل الدولة وإعلامها تجاه سقطته وتناقضه وإلغاءه علم الطب؟
1) الدولة التي أغلقت ساقت من بين المبررات لغلق القنوات الإسلامية لأنها تروج للطب البديل، مؤكد أنها ستكشر عن أنيابها لمن ألغى الطب بديله وحديثه من أجل معلقة من أسراره، وستجبره على التراجع، وستمنع سفره للعلاج بالخارج وتجبره على الاكتفاء بمعلقة من التناول. ولكن لأن من قال ذلك بابا للكنيسة وليس شيخا للأزهر فستصمت الدولة صمت القبور!!.
ملحوظة: وجود الطب البديل حقيقة بديهية عقلية، لان الناس منذ أقدم العصور كانت تمرض وطبيعي أنها كانت تتداوي قبل نشأة علم الطب الحديث.
2) الصحف الحكومية علاوة على عشرات المقالات المضادة والحملات المسعورة ضد شيخ الأزهر ستقرأ العناوين التالية: (ضرورة تنقية كتب التراث من الخرافات)، (متي نتخلص من الثقافة البدوية)، (هل عرفت الآن سبب تخلفنا الحضاري؟).
ولكن لأنه بابا الكنيسة، وليس شيخا للأزهر فسيتم التعتيم على الموضوع!!.
3) أما الصحف الممولة طائفيا فستجد على صفحاتها (جنازة وتشبع فيها لطم) ، والأرجح أن تتعاون في أصدار ملحق مشترك تحت عنوان (اضحك كركر .. في دين شنودة أوعى تفكر)
ولكن لأنه بابا للكنيسة، وليس شيخا للأزهر فسيتم منع الإشارة إلى هذا الموضوع تماما حتي تعليقات القراء لن تجد لها أثر إلا المسبحة بقداسته!!.

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق