إكرام المصحف حرقه/ نافزعلوان



والله إننا كمسلمون وعرب من التفاهة بمكان لا نعلم ما الذي جعل منا شعوباً بهذه التفاهة? ماذا لو أحرق إنسان أخرق كالذي حشونا جيوبه بالأموال حين قمنا بثورة على حرقه لعدد من المصاحف?? لقد كنا ونحن صغار عندما يتمزق المصحف لدينا من كثرة تقليب صفحاته طوال العام الدراسي نقوم في نهاية العام بتجميع تلك المصاحف المتهالكة الممزقة ونحرقها كأفضل وسيلة للحفاظ على كرامة هذا القرآن الكريم.

إن حرق القرآن حتي ولو على يد هذا القس الذي لا يمت إلي المسيحية بأي صلة لهو تكريم لهذا ألمصحف أن يبقي من الأساس بين يدي هذا الشيطان وأمثاله وإن مجرد أن يمسك هذا القذر المصحف الشريف فإن من الأكرم لهذا المصحف أن يحرق ألم تعلمون أن لا يمسه إلا المطهورن? وطالما قام بتنجيسه هذا وأمثاله فلا بد من تطهير تلك المصاحف بحرقها.

نحن قوم لا نعرف كيف نجند مشاعرنا أو كيف نشحذها لتأليب الهمم. لقد قام مجندون أمريكيون في سجون أمريكية بداخل دول عربية بوضع المصاحف في المراحيض وهي ملئي بالبراز ولم نشهد إستنفاراً حول هذا الموضوع كما شهدناه في حادثة إحراق المصحف في ولاية فلوريدا.

هذا القس ينحدر من كنيسة تعاني من مشاكل مادية حادة أوعز له شيطانه أن يقوم بإحراق بعض المصاحف وتماماً كما توقع قام العرب والمسلمين بإثارة هذا الموضوع حتي بلغت قيمة اللقاء التلفيزوني الواحد مع هذا القس يتجاوز الخمسون ألف دولار، نحن أمة من أشد أمم الدنيا غباءً لا ننظر إلي بعيد، فلو نظرنا إلي الموضوع بنظرة موضوعية وشاملة لوجدنا أن لا يهمنا ما يصنعه مثل هذا وغيره بمصاحف المسلمين. ثم ماذا كان يضير الإسلام أن تحرق بعض المصاحف? وهل الإسلام من الضعف بمكان أن يكون مرتبطاً بحرق مصحف هنا أو هناك?

أفيقوا أيه العرب والمسلمون إن دينكم غير مربوط بمصاحفكم وشرفكم ليس معقوداً بخصور نسائكم. ألدين مهدد من الداخل والشرف مضاع بتفريطنا بكل الأخلاق العربية وبإنعدام الوعي العام إلي ماذا نريد وماذا نرجوا من التطور والتقدم? هل نتقدم ونتطور بإبداء وتعرية أقصي ما نستطيعه من فخذ إمرأة عربية أم أن إلغاء دياناتنا وثقافاتنا هي بواباتنا للحضارة والتقدم?

دعوهم يحرقون بعض من مصاحفنا وأجيبوهم ببناء مصانع وتكنلوجيا تكفينا الحاجة إليهم وتجعلنا نستقل بمصاحفنا وأدياننا دون أن يجروء أن يهددها هذا الحرق وذاك الرمي في المراحيض.

أكتب إليكم كلماتي هذه وأنا أقوم بإحراق مصحف قديم مهترئة ممزقة صفحاته إكرام لهذا المصحف.

 - لوس أنجليس


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق