موائد النفاق ... وذل الأقباط/ مجدى نجيب وهبة


** صرح مصدر كنسى أن البابا شنودة عقب عودته من رحلة العلاج قادماً من الولايات المتحدة الأمريكية تنتظره بعض الملفات ، أهمها إختفاء وظهور "كاميليا" زوجة الكاهن ، والملف الثانى هو أزمة بناء المقر الجديد لمطرانية مغاغة ، والملف الأخير هو تحديد موعد إقامة حفل إفطار الوحدة الوطنية خاصة أنه سيجئ بعد عامين من الإنقطاع ، وهو ما جعلنا نتساءل هل هناك أى فائدة من إقامة هذه الموائد أم هى جزء من النفاق الإجتماعى . والذى تحول إلى طقس أجوف وساذج وسخيف وسط أجواء من تنامى ثقافة الكراهية والتطرف بعد أن كانت هذه الموائد تهدف إلى بث روح التأخى والمحبة وتأصيل لغة المودة بين أبناء الوطن ولعل إهتمام الدولة بها وحرصها على تواجدها كوجه للدعاية للحزب الوطنى ، هو الخيط الذى يلتقطه البعض لإستغلاله فى تحقيق مأرب سياسية وإجتماعية والبحث عن دور "عبده مشتاق" ودور "القليط واللزقة والكلح" ... فإذا كنت أحد المدعوين أو تتميز بصفة أحد هذه الشخصيات ، فيجب أن تكون صاحب قدرة خارقة على النفاق لتردد نفس الكلمات والعبارات الجوفاء التى قيلت على مدار 25 عاماً من الزمن ، ولا تتعجب من فلاشات الكاميرا والقنوات الفضائية التى تمسح الموائد بحثاً عن نجم سينمائى أو مسئول وزارى أو عضو برلمانى حيث يظهر بإبتسامة "زاعقة" لا هدف لها من ورائها إلا الصورة بين الأقباط والمسلمين تطلع حلوة ويظل ما فى القلب فى القلب !! ... لم تعد هذه الموائد تزيل الجروح أو تخفف الألم بل هى دلالة على هشاشة النظام وتقسيم المجتمع بين مسلم ومسيحى ...

** فى رمضان 2008 حضرت حفل إفطار يقيمه القمص صليب متى ساويرس وقد حضرها العديد من الشخصيات العامة وبعض أعضاء مجلس الشعب والشورى وأعضاء الحكم المحلى بحى شبرا وبعض الشخصيات الدينية الإسلامية الأزهرية ، وقد إحتوت الموائد على أصناف عديدة من اللحوم والفواكه والحلويات ، وعقب تناول الإفطار تتبارى الضيوف فى إلقاء الخطب النارية ممجدين فى العلاقة الحميمة بين الأقباط والمسلمين يجمعهم شعار جميل "الدين لله والوطن للجميع" برعاية دولتنا المباركة وقيادتها الحكيمة رغم أن هذا الشعار إختفى من مصر بأكملها ولم يعد له وجود .

** لم يكن هدف القمص صليب إلا مشاركة الإخوة المسلمين فى طقوس ومشاعر صيام رمضان للتعبير عن جذور الحب والتسامح بين أبناء الوطن ، كان هدف القمص هو إطفاء نيران الفتنة المشتعلة فى الصدور بين لحظة وأخرى فهل تحقق جزء من تطلعات القمص والإجابة بالقطع ستكون بالنفى ، لقد تعايش القمص وغيره كثيرون ممن يقدمون هذه الموائد فى كذبة كبيرة فكما تقول الأمثال الشعبية " كلام الليل مدهون بزبدة ، يطلع عليه النهار يسيح " !! .. كان القمص والأخرين واهماً مما دعى البعض يتساءل إذا كانت هذه الموائد لا طائل منها فلماذا لا نقيمها لفقراء مصر أقباطا ومسلمين حينئذ سيخرج الجميع فى ظاهرة حب وهم يهتفون " تحيا مصر .. يحيا الهلال مع الصليب" .. نعم سيخرج الجميع ليقفوا صفا واحدا فى وجه الفساد والإرهاب ... 25 عاما على إقامة موائد الوحدة الوطنية رغم أنه لا يوجد وحدة ولا وطنية .

** لماذا الإستمرار فى هذا النفاق بينما أطفالنا يختطفوا ويغتصبوا أمام أعيننا ويجبروا على إشهار إسلامهم ونقف عاجزين عن حمايتهم أو القصاص من المغتصب ، بل والقانون يقف عاجزاً فلم يقدم مغتصب واحد للمحاكمة رغم أن المختطفة قاصر ومازالت تحت ولاية والدها .

** فى البحيرة إختفت "ماريان" و"كرستين" 11 و 15 عاما وهم شقيقتان ، طرقت الأسرة كل الأبواب بلا فائدة ، وفجأة عرفت أن الشقيقتان قد تزوجا وأسلما رغم أنهما قاصر ومازالوا تحت ولاية والدهم ، أما كيف تمت هذه الجريمة والتى تشمل 3 جرائم خطف وإغتصاب وأسلمة ، بل وأغلق الملف ولم يتم تقديم الجانى إلى المحاكمة ففى نظر القانون ليس هناك جريمة !!! ... فأين السادة الأفاضل محامين الشهرة والشو الإعلامى وأصحاب دعاوى الدفاع عن حقوق الإنسان ، وهل يوجد قانون فى مصر يبيح خطف القصر الأقباط وإغتصابهم تحت تهديد السلاح ثم أسلمتهن وتزويجهم ، فإذا كان هناك قانون يبيح ذلك لماذا لا تنشر مواده القانونية أمام العالم .

** نعم لا تقيموا هذه الموائد وهذا ليس بدعوى للتحريض ولكن من أجل فتح ملف الطفلتين "مريم وسامرية" 13 و 15 عاما ، فبعد أن خرجتا من منزل أسرتهما بمنطقة بهتيم التابعة لشبرا الخيمة لشراء بعض إحتياجات الأسرة وإختفتا تماما وذلك منذ 21 يونيو الماضى وأعادهم الأمن منذ حوالى أسبوع ليتكرر نفس السيناريو غموض وإختفاء يقابله صمت الجميع ويبدو أن الأسرة أصابها الصدمة ففضلت الصمت ، الكنيسة "قدمت صلاة الشكر" ... الدولة "علينا غلق هذا الملف" .

** أما الحديث عما جرى كيف تم إختفاؤهما وأين إختفتا وكيف عادتا فالجميع صمتوا أو ربما يكون هو سعر هؤلاء الفقراء من أقباط مصر بإعتبارهم أولاد الجوارى !!! .. على النقيض الأخر قامت القيامة ضد أقباط مصر بقرية فرشوط بعد إتهام فتاة لشاب مسيحى بإغتصابها وقاموا الغوغاء عقب ذلك بحرق ونهب وسرقة مساكن ومتاجر الأقباط والإعتداء عليهم وقتل البعض والكارثة أن تهل علينا بعض الأقلام الصحفية منها القومية والصفراء والمعارضة ، الجميع أدانوا الجانى بإعتباره مجرم محترف قام بعمل فعلة نكراء بل صاحب أحد الأقلام القومية قال هذا هو حقهم فهى قضية شرف وما أدراكم بالشرف فى الصعيد وتناسى أن هناك الألاف من قضايا الإغتصاب بل صرنا نسمع عن إغتصاب المحرمات على صفحات الجرائد كل يوم ولم تحرق قرية لا فى الصعيد ولا غير الصعيد ، بل وزادت الحماقة أن تهل علينا بعض الوجوه الصفراء على الشاشة الصغيرة ليعلنوا بمنتهى الحماقة أن دوافع جريمة نجع حمادى هى جريمة جنائية بسبب الإعتداء على فتاة فرشوط ، وكم من قصص تطلق فى الصحف المصرية مفبركة للتحريض على أقباط مصر ولا يحاسب أحد أحداً ، فقد تحولت بعض الأماكن داخل الدولة إلى عزبة للإرهاب والإسلام الوهابى !!! .

** أما خطف إناث الأقباط القصر وإغتصابهن وإجبارهم على إشهار إسلامهم فهذا شرف نالته الفتاة ، ونتساءل أى إسلام تتحدثون عنه لكى تقتنع به طفلة مازالت تحت ولاية والدها لتهرب من أهلها وتتزوج ... إن ما يتم هو عار على هؤلاء المحرضين والمشاركين فى هذه الجرائم ، هو عار على كل من شارك فى هروب طفلة من أسرتها وسوف يلاحقهم إلى الأبد .

** نعم لا تقيموا موائد النفاق والكذب رداً على ملف إهدار كرامة أقباط مصر فى جميع أقسام الشرطة ، علينا أن نعترف أن المشاكل والإستفزازات العقائدية التى تتعرض لها الأسر المسيحية فى مصر وجميع قراها ونجوعها فقد زادت بصورة مستفزة كبيرة جدا تصل لحد التجريح فى العقيدة والإهانة والإعتداء الجسدى دون مراعاة لحرمة الجار أو الصديق ، ومع زيادة حدة المشاكل ما هو المطلوب من أقباط مصر منعاً للإحتكاك ، بالقطع سيلجأ المجنى عليهم للشرطة لإثبات حالة الإعتداء وعمل المحضر اللازم فهو سلوك حضارى قانونى كفله الدستور والقانون ويعترف به فى جميع أرجاء العالم من بلاد الماو ماو أكلى لحوم البشر إلى بوركينا فاسو ، أما فى مصر فالويل كل الويل لو فكرت للذهاب وأنت مجنى عليك لعمل محضر بالشرطة ، شئ لا يصدقه عقل فسوف يتعامل معك الجميع بشئ من القرف وسيتم حجزك بالقسم إلى أن يستدعى الجانى وستوضع فى غرفة الحجز بالقسم التى تضم المجرمين والمدمنين والقتلة ليتحول المجنى عليه إلى متهم بل وستظل محجوز بالقسم حوالى ثلاثة أيام يتم فى خلالها عرض أوراق البلاغ المقدم من المجنى عليهم والمقدم من الجناة على نيابة أمن الدولة وسيظل الوضع دون تحقيق حتى يتنازل المجنى عليهم عن بلاغهم ضد الجناة حينئذ سوف يفرج عنهم من قسم الشرطة ليتعلم المجنى عليهم ألا يذهبون لقسم الشرطة فى يوم من الأيام مهما حدث ..

** لم تكن مصر فى الماضى كذلك فكان يكفى تقديم بلاغ من مواطن مصرى ضد أخر فيتم التحقيق الفورى فى البلاغ دون النظر لجنسه أو دينه .. فماذا حدث لنا ؟!! .

** على صعيد أخر نجد أن هناك بعض الأقلام قد أدمنت توجيه الإتهام لأقباط مصر بالإستقواء بالخارج ولم نعرف أى خارج يقصدون .. هل يستقووا أقباط مصر بأمريكا الراعى الرسمى للإرهاب .. أما فرنسا الدولة العلمانية أما الولايات المتحدة البريطانية التى تأوى رموز عديدة من الإرهابيين أمثال عمر بكير وأبو حمزة المصرى وأبو قتادة وغيرهم الكثيرين ، وهذه الدول لا يعنيها سوى المصالح والبيزنس والمتاجرة بالشعوب ، كما تعودت هذه الأقلام توجيه الإتهام لأقباط المهجر ونتساءل هل أقباط المهجر مليشيات مسلحة تتلقى فتاويها من الزعيم "حسن نصر الله" أو القرضاوى أو زغلول النجار .. لقد تناسى دعاة التهييج والإثارة أن أقباط المهجر هم نفس أقباط مصر يحسوا بأوجاعهم وألامهم وأحزانهم وهم جزء من نسيج هذا الوطن ولا يفعلوا أى شئ فى الخارج إلا التظاهر ضد بعض الأحداث الطائفية والتطرف فى الوطن .

** نعم يحدث فى مصر كل ذلك وأكثر منه وهى ليست دعوة للتمرد أو العصيان أو التحريض فهى كلها مصطلحات قد مللنا منها ولكنها دعوة ضد الظلم والفساد ، إن الظلم والأحداث التى تلازم الأقباط تعرضت لها أسرة كاملة الأسبوع الماضى بقسم أول شبرا الخيمة فقد وضعت الأسرة المعتدى عليها مع البلطجية وأصحاب السوابق ولم يخرجوا من القسم إلا بعد عرضهم على نيابة أمن الدولة وتنازلهم عن البلاغ المقدم ضد جارة لهم سيئة السلوك دأبت الإعتداء عليهم منذ أكثر من 3 سنوات بالألفاظ والأيدى وسكب ماء ملوث على الغسيل ويوم أن فكروا أن يلجأوا للقانون وضعوا فى الحجز وخرجوا بعد ثلاثة أيام من الإهانات وعليكم أن تتخيلوا الباقى .. هذا ما يحدث فى مصر المحروسة ، وإذا سألت ما معنى ذلك يقولون لك هذه هى التعليمات ونكرر سؤالنا هل يوجد قانون فى العالم لمحاكمة المجنى عليهم ؟!! ، نعم فى مصر وداخل أقسام الشرطة يوجد هذا القانون ولا يلام جميع ضباط القسم فهم ينفذون تعليمات صادرة لهم والتى يمارس ضد الأقباط فقط ..

** لقد تحولت مشكلة "كاميليا" زوجة الكاهن إلى سبوبة لبعض الصحف والقنوات الفضائية ووجهت إتهامات عديدة ضد الكنيسة والأقباط التى تحولت إلى شماعة ليقول المسلمين أن جميع بلاغات الخطف والإختفاء وأسلمة البعض بالإكراه لا وجود لها فهى بلاغات كاذبة ، فها هى كاميليا قد إختفت برغبتها وأعادها جهاز أمن الدولة فلا جريمة ولا خطف ولا أسلمة فلماذا تقحمون المسلمين فى كل مشاكلكم وصار الجميع يكيل الإتهامات والكنيسة "صامتة" وهذا يدعونا إلى مطالبة الكنيسة بكشف كل هذه الأسرار حتى لا تتعرض بناتنا لمزيد من الخطف حينئذ لن يستطيع أحد الإبلاغ عن إختطاف بنته أو محاولة إتهام أحد ، بل سوف يقدم للمحاكمة بتهمة إزعاج السلطات وربما تظهر الفتاة وهى منقبة لتعلن على الملأ أنها إعتنقت الإسلام عن قناعة وتزوجت وتحب زوجها .

** لقد بات الطعن فى المسيحية سبوبة لكل جريدة تسعى للشهرة ومثال على ذلك جريدة اليوم السابع التى لم نكن نسمع عنها وحينما إتهمت بعرض فيلم وثائقى عن الإسلام أساء للإسلام من المتأسلمين قامت بقلب الأوضاع وعرضت ما يسئ للمسيحية ، المهم البحث عن سبوبة لتقديمها للمتعطشين للفوضى والخراب ...

** نعم هذا هو ما يحدث وأكثر فلمن يلجأ الأقباط ، هل يلجأون للكنيسة أم للدولة إذا لجأوا للكنيسة سيخرج بعض الأقلام الموتورة ليقولوا كيف ذلك هل الكنيسة دولة داخل الدولة وإذا لجأوا للدولة فسوف يوضعوا مع المجرمين وأرباب السوابق ، فهل مازلنا نصر على موائد الرحمن وما هو الحل .. نعم لقد طفح الكيل بالجميع وكفاكم ذل وإرهاب ومهانة .


رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد

Email : elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

CONVERSATION

4 comments:

  1. مجدي نجيب انت تدعي انك لا تشعل نار الفتنه ,, كل الاحترام لموقفك,السؤال الى متى يمكن للقبطي ان يتحمل كل هذا,الذل الاهانات عدم الاحترام والخ, يا اخي العزيز الفلسطينيون لا يتجاوزو المليون فبالحجاره انعشوا وابرزوا قضيتهم للعالم اجمع,فكيف بالحرى الاقباط في مصر يتجاوزا العشرة ملايين , لمره واحده وقفوا وقفة ابطال شجعان امام الظلم المصري امام الحكم المعفن امام امة محمد الجنسي امام امام..يكفيكم عيشة ذل تخاذل خوف اهانه , اخرجوا الى الشوارع مضاهرات يا قاتل يا مقتول, او ابقوا مذلولين بارضكم مصر , عشرة مليون قبطي مفش منكم لا رجال ولا شجعان يقفوا بوجه الحكومه المعفنه بالصلاة والصوم ما بتنحل ولا مشكله فقط يدل على ضعفكم وخوفكم ويزيد من قوة العدو , يا عمي اصحو عاد من خراريفكم وسباتكم قوموا حاربوهم دافعوا عن شرفكم عن اولادكم عن دينكم عن عنن موتوا بكرامي اهون من تعيشوا في مذله والرب يسوع المسيح ينور عقلكم

    ردحذف
  2. هذا كلام رجل.. يا نموت يا نحيا وسنحيا

    ردحذف
  3. يا جماعة.. الأقباط لا يفهمون بالعنف.. معظمهم دكاترة وصيادلة وما شابه.. فاتركوهم يعيشوا حرام

    ردحذف
  4. شو بدكم ترموا بالعالم بلاجئين جدد.. أكيد أنتم مجانين.. سيبوهم في حالهم

    ردحذف