الأغلبية من 14 ألف مشارك يصوتون لصالح حظر النقاب أوروبياً

العربية ـ بيروت، الرياض، القاهرة – ريما صيداني وخالد الشايع وأميرة فودة

حقق استفتاء "العربية.نت" للأسبوع الحالي حول الحملة الأوروبية على النقاب أعلى عدد من المشاركين في تاريخه، حاملا تأييد الأكثرية بنسبة 43% لاعتبار القرار حقا مشروعا للدول التي اتخذته.

واعتبر خبراء ومتخصصون في لبنان والسعودية ومصر أن المشاركة الكبيرة تعبر عن حجم موقع "العربية.نت" وانتشاره الكبير وانفتاح قرائه على الآخر وإدراكهم الثقافي لخصوصية المجتمعات الأوروبية وضرورة احترام قوانينها.

كما اعتبروا أن "الرقم الكبير للمصوتين "يعبر أيضا عن أهمية قضية النقاب واهتمام المجتمعات العربية بها، وأن نتيجته مفاجئة وغير متوقعة تعكس رأيا عاما عربيا على ضرورة عدم تضخيم المسألة والتعاطي معها خارج سياقها القانوني".

شارك في الاستفتاء منذ مساء الخميس الماضي 22-7-2010 وحتى رفعه من الموقع مساء اليوم الخميس 14117 مصوتاً وجاء النص الذي صوتوا عليه كالتالي: "الحملة الأوروبية على النقاب: حق مشروع لتلك الدول - تعد على الحرية الشخصية – تحريض على تطرف مضاد".

منح 43 % من المشاركين أصواتهم للاختيار الأول "حق مشروع لتلك الدول" و42% اعتبروه تعديا على الحرية الشخصية، فيما صوت 15% فقط لاعتباره تحريضا على تطرف مضاد.

وتعليقا على الاستفتاء ونتائجه قال المسؤول عن الأبحاث الإعلامية في شركة "ستات إبسوس" للإحصاءات في بيروت زياد عيسى إن "عدد المشتركين في الاستفتاء يعكس كثرة الإقبال على موقع العربية.نت ويؤكّد أنه موقع مقروء وبشدّة ،إضافة إلى أنّ المواضيع والاستفتاءات التي يطرحها تشدّ شريحة واسعة من الجمهور العربي".

واستطرد "الملفت أنه استقطب هذا الرقم من المشاركين خلال أسبوعٍ واحدٍ فقط وفي عزّ موسم الصيف والإجازات، التي غالباً ما ينشغل الناس خلالها عن القراءة وزيارة المواقع الإلكترونية."

وعن أهمية الموضوع المطروح قال زياد عيسى"موضوع النقاب بات يشكّل في الغرب أهمية واسعة في عالمنا العربي، ويستقطب اهتماماً واسعاً. ويعتبر رقم 43 في المائة نسبة كبيرة، وهي الشريحة التي اعتبرت أن من حق الدول الأوروبية حظر النقاب، وهذا دليل كبير على الانفتاح واحترام رأي وخصوصية المجتمعات الأخرى".


مؤشر لتوجهات الرأي العام العربي

وقال الرئيس التنفيذي لشركة دور الخليج للعلاقات العامة وعضو لجنة الإعلام والإعلان في الغرفة التجارية السعودية بالرياض مهدي أبوفطيم إن مشاركة أكثر من 14 ألف مصوت في استفتاء "العربية.نت" قد يكون مؤشرا متاحا للتعرف على توجهات العالم العربي حول تلك القضية، مشيرا إلى أن أغلب الاستفتاءات تكتفي بعشرة آلاف مصوت لتكون مقبولة.

واستطرد " تعتبرالمشاركة الكبيرة في استفتاء العربية.نت حول النقاب مميزة لأنه ليس بالسهل حصر آراء كل هذا العدد في تلك المدة اليسيرة، وهو يعطي مؤشرا حول التوجه العربي العام حول القضية".

وتابع "عادة لا يتجاوز عدد المشاركين في الكثير من الاستفتاءات الـ10 آلاف مصوت وارتفاع العدد في استفتاء العربية.نت يشير إلى أن المجتمعات العربية تعتبر النقاب من المواضيع المهمة لديها والتي تستحق المشاركة، ويدلل أيضا على ارتفاع شعبية الموقع، وتعتبر المشاركة ممتازة جدا، وتعكس الرأي العام العربي ويمكن أن تكون مصدرا مهما يتم الاستناد إليه في قياسات الرأي".

واعتبر أبوفطيم قضية النقاب من القضايا الإسلامية المهمة قائلا "تهم قضية النقاب الكثير من المسلمين سواء الراغبين في الهجرة إلى البلاد الغربية للعمل والاستقرار فيها أو للراغبين في السفر هناك للسياحة القصيرة، وكثير من الخليجيين يهمهم هذا الأمر على اعتبار أنه معتقد ديني".

وقال أبوفطيم "تصويت الأغلبية على أن منع النقاب يندرج تحت بند الحق المشروع للدول غير متوقع.. مضيفا " يمكن أن نخرج من خلال هذا الاستفتاء بالعديد من المعطيات، أبرزها أن العرب يرون أن ممارسة خصوصيتهم الدينية تكمن في بلادهم ولكن في الدول الغربية تكون هناك نزعة للتحرر من قبل المشاركين، بالإضافة إلى أن هناك تناقضا بين الحرية الشخصية والديمقراطية من خلال سن قوانين تتناقض مع الحرية الدينية الشخصية التي ينادي بها الغرب، ويمكن أن نرى من خلال هذا الاستفتاء أن الكثير من العرب مستعدون للقبول بالديمقراطية كما يريدها الغرب".


قراء منفتحون ومتسامحون

وفي القاهرة لفت عدد المصوتين ونوعيه التصويت انتباه المتخصصين إلى أن هناك نوعا من الانفتاح والتسامح بين قراء الموقع فى إشارة ضمنية إلى أن غالبية القراء من المنفتحين على الآخر والمدركين لخصوصياته الاجتماعية والقانونية، وانعكس ذلك في الرقم الأقل الذي حصل عليه الخيار الذي يعتبر حظر النقاب نوعا من التطرف المضاد من قبل الدول الغربية، إذ صوت لصالحه 15%.

وفي هذا الإطار أكدت أستاذة الرأى العام بكلية الإعلام الدكتورة هناء فاروق أن "نتيجة الاستفتاء منطقية جدا بالإضافة إلى كونها مشرفة وتعبرعن وعي بحقيقة الدين الإسلامى المتسامح الذى يرفض التطرف فى كل مناحي الحياة والذى لا يقر أصلا بفرضية النقاب مشيرة إلى أن هذه النتيجة تعكس درجة من الاستنارة التي من شأنها رفع قيمتنا الفكرية لدى الغرب".

وقالت فاروق إن "النقاب من القضايا التى لها خصوصية شديدة ومختلف إزاءها حتى داخل المجتمعات العربية والإسلامية، أما إذا تحدثت الدول الأوروبية عن أنها ستقر مشروعا برفض الحجاب، ففي هذه الحالة يعتبر الأمر تعديا صريحا على الحرية الشخصية والعقائدية ومنافية لكل القيم الدينية، أما النقاب فمجرد رمز وليس أصلا دينيا كي تقوم الدنيا ولا تقعد لمجرد حظر ارتدائه في دولة أوروبية تعي جيدا معنى الليبرالية وتطبقها بمعناها الحقيقي، وبناء على ذلك وبنفس المنطق كان من حقنا محاسبتها فى السخط عليها إذا رفضت الحجاب وليس النقاب".

وأشارت الدكتورة فاروق إلى أنه "لا يخفى على أحد أنه يتم استغلال النقاب والتستر خلفه فى كل الأشياء التي تخالف صحيح الدين من جانب عقائدي وأخلاقي".

وتابعت "أنا سعيدة جدا بهذه النتيجة التي أوضحت مدى تسامح الدين الإسلامي المستنير".

فيما أكد الخبير بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية الدكتور حسنين كشكي أن من حق أي دولة أوروبية حظر النقاب من خلال قنواتها الشرعية ولا يعتبر ذلك تطرفا خصوصا أن النقاب بإجماع عدد كبير من علماء الدين ليس فرضا، وهذا ما يعكس فهم قراء "العربية.نت" وإلمامهم ونوعياتهم الثقافية.

واعتبر الكشكي أن "نسبة الذين صوتوا فى الاستفتاء والذين وصلوا 43% لصالح حق الدولة الأوربية فى حظر النقاب مؤشر على نوعية القراء وانتمائهم فكريا إلى الليبرالية وليس إلى التطرف لأنهم في الآخر انتصروا إلي حق الدولة المشروع".


CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق