طوباك أيها المصري/ عـادل عطيـة

يبدو أن المصري من المحظوظين كفاية،فهو تحت عين الله من أول السنة إلى آخرها،وتحت عين الحكومة من أول اليوم إلى آخره !..
وعناية الحكومة لا ينكرها سوى مكابر معاند :
فهناك مباحث أمن الدولة،والمباحث العامة،والمباحث الجنائية،ومباحث الآداب،ومباحث النقل والمواصلات،ومباحث المسطحات المائية،ومباحث التموين،ومباحث الكهرباء،ومباحث البريد،وغيرها من ابتكارات وزارة الداخلية !..
وهي في عنايتها تقيم العدل بين كل المواطنين،وتعطي كل ذي حق حقه،فلايمكن أن يتساوى المسيحي الكافر مع المسلم المؤمن !..
وتعلّمه الكثيرمن الصفات والفضائل،فإن كانت تمتنع عن تحقيق مطالبه،أو تتأخر كثيراً على تحقيقها؛فلأنها تريده أن يتعلم الزهد و الصبر والإحتمال،لدرجة أنها أظهرت للعالم كله مثالية صبره وإحتماله،وأنها أحق بأن تكون مضرباً للامثال،حتى أن مثل "ياصبر أيوب" لم يعد بقوة وتأثير "يا صبر المصري" !..
وقد يظن البعض أن الحكومة تمارس اساليب وحشية ضد المواطن،وهذا ظن جائر؛لأنهم لا يحسنون الربط بين المعاني،فالحكومة شعارها النسر،والنسر يضع فراخه في عش دافيء،ولكنه يضع في جوانب العش بعض الأشواك،وحين تكبر فراخ النسر ويريدها أن تطير،يحرك النسر عشه؛فتخرج الأشواك من العش وتؤلم الفراخ،ثم يرف النسر على العش،حتى تخاف الفراخ الصغيرة،وتحاول الخروج من العش،وعندما تسقط تحاول أن تفرد جناحيها،ولكن النسر يبسط جناحيه ويحملها ويرجعها مرة أخرى إلى العش .. ويكرر النسر هذا العمل؛حتى تتعلم صغاره الطيران .. وهكذا تحرك الحكومة عش المواطن بالألم ؛حتى يتعلم القوة،فقانون الحياة يقـول بــأن : "البقاء للاقوى" !..
وعندما تقوم الحكومة برفع اسعار كل احتياجاته الضرورية؛فلكي تؤكد له بأنها تقدّره وتثمّنه؛فالغالي للغالي !..
ومما يحزنني،أن يتطاول بعض الخبثاء على الحكومة،قائلين : "ان حالات الوفيات المتزايدة في المستشفيات،هى نتيجة التسيب والاهمال".. بئس مايتصورون ومايقولون .. فالحكومة من حبها الغامرفي المواطن لا تستطيع أن تحتمل رؤيته وهو يصارع لهيب المرض بألم وأنين وصراخ ودموع ؛فتساعده على التخلص من عذاباته !
وإذا سمحت بحوادث القطارات التي تفيض بمئات القتلى وعشرات العاهات؛فهـي لحكمة وعبــرة : فسكك حديد مصر هي شريان المواصلات،الذي يصل مابين المحافظات والمدن والقرى من الخط إلى الخط ، تماماً كشريان الحياة الذي يجري في الإنسان من الوريد إلى الوريد ، والمغزى والرسالة هنا واضحة، أن الإنسان مهما طال عمره،فمصيره الموت،وعليه فكلما شاهد حادثة من الحوادث،يقول بإتعاظ :"ومضى قطار العمر"!..
،...،...،...
هناك أشياء كثيرة تريد الحكومة بها أن تقود عقولنا من الشئ الذي نفهمه إلى الشئ الذي تريد هي أن نفهمه،فهل من إصدار لكتاب وطني مقدس ؛حتى نتلوه،ونتعلم منه أكثر وأكثر عن آياتها في حياة المواطن المصري ؟!...

CONVERSATION

0 comments:

إرسال تعليق